قال السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة ورئيس مؤسسة أناليند الأورومتوسطية ،أول أمس السبت بباريس،"إن الاتحاد من أجل المتوسط سيقوي حظوظه وسيكسب رهان الشرعية من خلال إدراجه للمضمون الفعال لمبادرة السلام العربية ومزاياها ضمن رزنامته". وأكد السيد أزولاي ،في ختام الدورة السادسة لمنتدى باريس الذي اجتمع هذه السنة لمناقشة ثلاثية "أوروبا والولاياتالمتحدة وحوض المتوسط" ،أن "التعبئة من أجل إقامة دولة فلسطينية تتوفرعلى جميع مقومات السياة والعدالة والكرامة ،ستساعد على إقامة هذا الاتحاد وستعطي حظوظا أوفر لتحقيق السلام بالشرق الأوسط". وأضاف السيد أزولاي،في مداخلته ،التي جاءت بعد تدخل كل من هنري غينو مستشار الرئيس نيكولا ساركوزي ودانييل كورتزر الأستاذ بجامعة براينستون والسفير الأمريكي السابق بمصر وإسرائيل ،أن فطنة وواقعية ونضج المجتمعات المدنية الأورومتوسطية تتعارض مع الاحتشام المؤسساتي والسياسي الذي يطبع في الغالب معالجة أوروبا لموضوع السلام بالشرق الأوسط ". وفي معرض تطرقه للمحور المركزي لدورة 2010 لمنتدى باريس الذي احتل حيزا هاما في المقاربة الأمريكيةالجديدة لنزاع الشرق الأوسط،وصف السيد أزولاي المقاربة "المعنوية المسؤولة" التي تضمنها خطاب الرئيس أوباما في الأزهر بالقاهرة بأنها "قطيعة تاريخية إيجابية". وأضاف أن الأهمية الاستراتيجية للتصريحات الأخيرة للجنرالين الأمريكيين جيمس جونز وبيتروس ،اللذين أكدا على "مركزية الملف الفلسيطيني في استتباب السلم في العالم وضمان أمن الأمريكيين" ،يتعين فهمها ووضعها في سياق الصدى الايجابي الذي خلفه خطاب الرئيس أوباما وما اتسم به من نبرة صادقة . وأبرز السيد أزولاي " المزايا الأكيدة التي ستنجم ،من أجل تحقيق السلام ،عن تقارب موضوعي بين هذه المقاربة الأمريكيةالجديدة،وانخراط أكثر لأوروبا في نفس الاتجاه والأخذ بعين الاعتبار ،بشكل حقيقي وجدي ،مبادرة السلام العربية". وشكلت هذه المناظرة الدولية السادسة لمنتدى باريس مناسبة للمتدخلين لطرح حصيلة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بعد مرور سنة على الخطاب الذي ألقاه الرئيس أوباما بالقاهرة. ونوه جل المتدخلين بهذا الخطاب "التاريخي" و "الثوري " الذي خلخل المعطيات بالمنطقة ،كما انكبوا على دراسة ما سيكون له من انعكاسات على الأمد الطويل باعتباره التفاتة ذات مغزى تجاه العالم العربي الاسلامي . وأمام المأزق الذي يعيشه مسلسل السلام حاليا،أبدى عدد من المتدخلين تفاؤلهم،معتبرين أن أوباما ليس "ساذجا ولا مجازفا" وسيتمكن ,في نهاية المطاف ،من انتزاع اتفاق،داعين الأوروبيين إلى انخراط أكبر مع الولاياتالمتحدة في البحث عن حل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني; لا سيما وأنه يعيق البناء الأورومتوسطي. وعرفت الندوة مشاركة عدة شخصيات أكاديمية وإعلامية وسياسية; من بينها وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس،ووزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران،ووزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين،والمستشار السابق للرئيس بيل كلينتون روبير مالي والمدير السابق للعمليات بوكالة الاستخبارات الأمريكية جاك دوفين.