توقع وزير التجارة والصناعة التونسي، رضا بن مصباح ،أن يعرف التعاون العربي الأسيوي عموما والتعاون المغاربي الأسيوي، بشكل خاص ، تطورا كبيرا خلال المرحلة المقبلة، بالنظر لما يوجد بين الجانبين من مصالح إستراتيجية مشتركة وإدراكهما لأهمية إقامة شراكة حقيقية، إسهاما في بلوغ الأهداف التنموية لكلا الطرفين. وشدد الوزير ،اليوم الأربعاء، في افتتاح الندوة السنوية لمركز جامعة الدول العربية بتونس ،حول موضوع "المغرب العربي فى مفترق الشراكات : تطور العلاقات العربية الأسيوية .. دور ومكانة المغرب العربي فيها"، على أهمية العمل على تطوير التعاون والشراكة بين دول اتحاد المغرب العربي والدول الآسيوية ،مشيرا في هذا السياق إلى ما يتوفر عليها الفضائان الأسيوي والمغاربي من قدرات وإمكانات اقتصادية هائلة. وقال في هذا الصدد ،إن الدول الأسيوية استقطبت سنة 2008 نحو 8ر10 بالمائة من الصادرات الإجمالية لدول اتحاد المغرب العربي، فيما بلغت واردات هذه الأخيرة من الدول الأسيوية سنة 2008 حوالي 30 مليار دولار أي ما يعادل 8ر23 بالمائة من الواردات الإجمالية لدول الاتحاد. من جانبه أبرز ، الأمين العام للاتحاد المغاربي ، الحبيب بن يحيى ، خلال هذا اللقاء، الذي حضرته العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية العربية والآسيوية من بينها سفير المغرب بتونس ، السيد نجيب زروالي وارثي ،أن الاتحاد ،تجسيدا منه لتوجهات قادته، حريص على بناء علاقات متوازنة مع التجمعات الجهورية المماثلة ، ومن بينها تجمع الآسيان ،بغية الإسهام في تدعيم مكونات المجموعة المغاربية وتكريس مسارها التنموي. وأبرز أن التوجه المغاربي نحو "نمور آسيا"، والمنطقة الآسيوية ككل ،ينطلق من نفس هذه التوجهات الإستراتيجية، بغية تحقيق المصالح المشتركة وإقامة علاقات دولية "متوازنة وأكثر عدلا". وخلص إلى أن اتحاد المغرب العربي يرى أن البلدان الآسيوية قد حققت تقدما مهما على المستوى التكنولوجي والاقتصادي والتجاري ،وصولا إلى بناء مناطق حديثة ومستقرة،"الأمر الذي يؤهلها للاضطلاع بدور فعال في ميزان العلاقات الإستراتيجية الدولية". ويرمي هذا اللقاء الذي يشارك فيه العديد من الباحثين من بينهم ، محمد بناني،أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ، بعرض تحت عنوان"الروابط التاريخية والثقافية بين الفضائين العربي والآسيوي" ، إلى الوقوف على واقع التعاون العربي الأسيوي وسبل تطويره، وكذا الدور الذي يضطلع به اتحاد المغرب العربي في تعميق علاقات التعاون والشراكة بين الفضائين .