جدد المغرب وكوريا الجنوبية، أمس الثلاثاء بسيول، إرادتهما في تعزيز علاقاتهما بشكل أكبر، وتوسيعها لتشمل قطاعات اقتصادية أخرى، بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة المغربية الكورية. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، صدر في أعقاب هذه الدورة، أن "البلدين أشادا بعلاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة بينهما، سواء على المستويين السياسي والاقتصادي، أو على المستوى الثقافي، مجددين إرادتهما في تعزيزها بشكل أكبر، بغية توسيعها لتشمل جوانب اقتصادية أخرى". وأوضح البلاغ أن هذه الدورة، التي ترأسها عن الجانب المغربي، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، وعن الجانب الكوري، لي يونغ جون، مساعد وزير الشؤون الخارجية، مكنت من "تبادل وجهات النظر بشكل معمق، بشأن عدد من القضايا السياسية وذات الطابع الإقليمي والدولي ذات الاهتمام المشترك، كقضية الصحراء، والوضع في منطقة المغرب العربي، والعلاقات المغربية الإفريقية، والوضع في الشرق الأوسط وشرق آسيا". واتفق الجانبان على ضرورة تطوير المبادلات بينهما، وتنويع المنتوجات المتبادلة، مسجلين أن "جهودا إضافية تبقى ضرورية بغية الرقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى طموحات البلدين، وما يوفره اقتصادهما من إمكانيات". وبخصوص الاستثمارات، قرر الجانبان التقريب بين الأنسجة الإنتاجية للبلدين حول القطاعات، التي تزخر بمؤهلات تنموية قوية، وتوفر إمكانيات مهمة للاستثمار ولشراكة المقاولات (الإلكترونيك والسيارات والمنتوجات البحرية). كما تقرر مواصلة المحادثات قصد إبرام مذكرة تفاهم حول خلق لجنة للتعاون الصناعي بين وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ووزارة الاقتصاد والمعرفة الكورية. وسجل المشاركون في هذه الدورة أن اتفاقيات تشجيع وحماية الاستثمارات وعدم الازدواج الضريبي، الموقعة بين المغرب وكوريا في يناير1999، توفر إطارا قانونيا ملائما لتطوير علاقات الأعمال بين البلدين، مؤكدين على ضرورة تحسيس أوساط الأعمال بالبلدين أكثر بفرص الاستثمار، التي يتيحها الاقتصادان المغربي والكوري. كما جرى الاتفاق على إعادة تفعيل المجلس المشترك للتعاون الاقتصادي، الذي تم إحداثه بموجب اتفاق وقع سنة 2001، بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب وفيدراليات الصناعات الكورية، ومواصلة المفاوضات قصد إبرام اتفاق حول حصول المغرب على قروض ممنوحة من الصندوق الكوري للتنمية الاقتصادية. وفي ميدان الطاقة والمعادن، قرر الطرفان تحديد مجالات جديدة كفيلة بتعزيز التعاون القائم أكثر، خاصة في مجال البحث والتنقيب عن المعادن والطاقات المتجددة والتكوين. كما أعرب الطرفان عن ارتياحهما إزاء مستوى علاقات التعاون الثقافي والعلمي، ولانعقاد الدورة الرابعة للجنة المختلطة الثقافية والتربوية المغربية الكورية، يوم ثالث دجنبر المقبل بالرباط. وكان جرى تشكيل هذه اللجنة بموجب اتفاق التعاون الاقتصادي والتقني الموقع في سيول سنة 1976 . وضم الوفد المغربي، محمد الشرايبي، سفير المغرب بكوريا، وبدر الدين علالي، السفير مدير الشؤون الآسيوية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وممثلي قطاعات التجارة والصناعة والطاقة والمعادن والماء والبيئة، وكذا ممثلين عن المكتب الوطني للكهرباء.