تم اليوم الجمعة بالدار البيضاء، التوقيع على اتفاقية إطار بين عدد من الشركاء تهدف إلى إحداث برنامج يحمل إسم "كول أكاديمي" يواكب حاجيات مراكز النداء بالمغرب من حيث الموارد البشرية. ووقع على هذه الاتفاقية كل من وزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة والاتحاد العام لمقاولات المغرب والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والجمعية المغربية لمراكز النداء. وأوضح وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني في حفل نظم بالمناسبة، أن قطاع مراكز النداء الذي يعد شكلا من أشكال الأوفشورينغ، يمثل رصيدا هاما على مستوى خلق مناصب الشغل ويتيح فرصا حقيقية للشباب المغربي. وأشار إلى أن الاتفاقية الجديدة تندرج في إطار توصيات اللجنة الاستراتيجية للتكوين المحدثة في إطار الميثاق الوطني للصناعات الناهضة، والتي تروم تنمية سلسلة من المبادرات لتمكين المستثمرين والمقاولات من الأجوبة الملائمة لكل إشكالية تتصل بالموارد البشرية. وذكر ببعض المبادرات المعتمدة في إطار الاستراتيجيات القطاعية التي انطلقت بالمغرب، وذلك من قبيل تعزيز قدرة التكوين بالجامعات وتسريع وثيرة انفتاح هذه الأخيرة على المحيط السوسيو-اقتصادي، وتنمية العرض المتصل بالتكوين المهني من خلال برنامج استعجالي تم إطلاقه سنة 2008، فضلا عن وضع برنامج "تأهيل". وأوضح أن مختلف التدابير المتعلقة بالتكوين والدعم في مجال مراكز النداء، مكنت 80 مقاولة في غضون الثلاث سنوات الأخيرة من تشغيل أزيد من 7 ألف شخص بميزانية قدرها 5ر38 مليون درهم، مبرزا أن مواكبة هذا القطاع ومعه الأوفشورينغ بشكل عام، تمت من خلال إنجاز دراسات استكشافية بالجهات التي تشهد استقطابا واسعا لمراكز النداء (الرباط، البيضاء، طنجة وفاس)، قصد تحديد مسبق لحاجيات المقاولات من حيث الموارد البشرية. وتابع أن اهتمام الوزارة انصب أيضا على مسألة التخصص لدى مستشاري التشغيل بالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وحتى الوكالات بالمدن المستقطبة أكثر لقطاع الأوفشورينغ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحكومة لم تتوانى في تنويع المبادرات الرامية إلى توفير حلول مجدية وملائمة لحاجيات المقاولات من حيث الموارد البشرية. ومن جهته أكد وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة السيد أحمد رضا الشامي، أن قطاع مراكز النداء الذي يشكل إحدى المهن العالمية بالمغرب، يعد بآفاق قوية من حيث خلق مناصب للشغل، مبرزا أن برنامج "كول أكاديمي" جاء لحل إشكالية اللغة التي كانت دوما حاضرة في مسلسل تنمية القطاع. واعتبر إحداث هذا البرنامج، بمثابة إنجاز كبير ضمن الميثاق الوطني للصناعات الناهضة، مشيرا بالمناسبة إلى أهمية مهنة مركز نداء التي تشكل السوق الأولى المستهدفة من قبل فرنسا في المغرب وتشغل 250 ألف شخص في هذا المجال. وتابع أن الحكومة المغربية تسعى إلى خلق مائة ألف منصب جديد سنة 2015 في قطاعات متعددة تابعة لمجال الأوفشورينغ مبرزا في هذا الصدد أن مهنة (علاقة-زبون) تستحوذ على نسبة هامة من حجم الشغل. ودعا أرباب مراكز النداء إلى منح مشغليهم آفاقا واعدة في مساراتهم المهنية من أجل الحفاظ عليهم والمساهمة في تحسين صورة وسمعة القطاع، مشيرا في ذات الوقت إلى أن هذا القطاع يشهد نموا ملحوظا بالمغرب. وأوضح رئيس الجمعية المغربية لمراكز النداء، السيد يوسف الشرايبي في كلمة له بالمناسبة، أن هذا النوع من المراكز انتقل من 13 مركزا سنة 2002 تشغل 3000 شخص وبرقم معاملات يقل عن 700 مليون درهم، إلى أزيد من 250 مركزا في ظرف يقل عن عشر سنوات ، يشغل 25 ألف شخص ويصل رقم معاملاته إلى 3ر3 مليون درهم. وتحدث عن التحديات التي رفعها أرباب مراكز النداء بالمغرب لكسب ثقة أغلبية الشركات الفرنسية الراغبة في منح عملية تدبير زبنائها إلى شركاء في الضفة الجنوبية يبعدون عنها ب3000 كيلومتر، فكانت جودة الأداء والصوت والخدمة متوجة بالاستقرار الذي يعرفه المغرب عاملا في إدماج الاقتصاد المغربي في الظاهرة الجديدة للمهن الخدماتية. وأشار إلى أن المغرب يعتبر اليوم وجهة "نيرشور" نوعية تقترح عرضا ناضجا ومهيكلا ومهارة حقيقية وخبرة في بعض القطاعات، موضحا أن المخطط الاستعجالي في مجال التكوين الذي يعتزمون إطلاقه، يعد السبيل الوحيد نحو استقطاب أكبر حصة ضمن هذه السوق. وانصبت مداخلة رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيد محمد حوراني، على أهمية التكوين في المجالات التي من شأنها تلبية الحاجيات المتنامية للمقاولات المغربية، معبرا عن أمله في أن تؤخذ مبادرات شبيهة بالمبادرة التي شكلت موضوع الاتفاقية قصد تعميمها على سائر القطاعات. وأشار إلى أن الاقتصاد المغربي أخذ ينمو بوتيرة سريعة، مما يدعو إلى الاهتمام أكثر بالتكوين المتجدد لمواكبة صيرورة النماء. ومن جهته ذكر السيد كمال حفيظ، المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات، بدور هذه الأخيرة في إنعاش الشغل وتلبية حاجيات المقاولات من حيث الموارد البشرية المؤهلة، مشيرا إلى أهمية الاتفاقية المبرمة مع الجمعية المغربية لمراكز النداء والنتائج المثمرة التي ستسفر عنها.