ترأس السيد جمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني، اليوم الخميس بالدارالبيضاء، حفل تدشين مركز للتكوين المهني بالتدرج الذي يحمل اسم "ورشة التضامن الرقمي" أو "ورشة التفكيك الرقمي" والمتواجد بالثانوية التأهيلية مولاي عبد الله. ويندرج تدشين هذه الورشة، التي تبلغ كلفتها المالية 15 مليون درهم، في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين لليوم العالمي للأرض، ومواكبة مشروع إعداد الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، وتفعيل مقتضيات اتفاقية الشراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وجمعية الجسر وبمساهمة مؤسسة "دروسوس" السويسرية التي تهتم بالأشخاص في وضعية هشة. وسيقوم هذا المركز بتكوين المنقطعين عن الدراسة المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و25 سنة في مجال الصيانة وتفكيك الحواسيب والنفايات الإلكترونية بطريقة إيكولوجية، وذلك في إطار شراكة بين جمعية الجسر والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى ووزارة التشغيل والتكوين المهني. وتقوم هذه الورشة بإصلاح الحواسيب وتوزيعها على المؤسسات التعليمية العمومية من أجل تقليص الهوة الرقمية وتحسين أدوات العمل داخلها. وستقوم الورشة بتفكيك 200 ألف حاسوب خلال ثلاث سنوات وتسليم الأجزاء المفككة لشركة مناجم من أجل معالجة إيكولوجية. وبمناسبة حفل التدشين، تم توقيع أربع اتفاقيات شراكة بين جمعية الجسر في شخص رئيسها محمد عباد الأندلسي من جهة وكل من وزارة التشغيل والتكوين المهني والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى وجمعية مستعملي الأجهزة المعلوماتية بالمغرب "أوسيم" التي يرأسها السيد محمد بنيس وجمعية مهنيي تكنولوجيا المعلوميات برئاسة السيد عبد الله الدكيك. وتنص الاتفاقية الموقعة مع وزارة التشغيل والتكوين المهني وجمعية الجسر على ضمان تكوين 240 شابا في أفق 2013 بمعدل ستين شابا كل سنة المنحدرين من الأحياء والجماعات المستهدفة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغية تسهيل عملية إدماجهم في الحياة العملية. وذكر السيد جمال أغماني، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المشروع المنبثق من جمعية الجسر حظي منذ انطلاقه بدعم من الوزارة لأنه يتماشى مع الأهداف المتضمنة في مخططات عمل قطاع التشغيل والتكوين المهني. وأشار إلى أن إحداث التكوين بالتدرج مكن في السنوات الأخيرة من التأهيل المهني لعشرات الآلاف من الشبان المنحدرين، على الخصوص، من أوساط فقيرة مستهدفة من طرف برامج ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقال إن هذه الورشة، التي تدشن اليوم ستعمل على تقليص انعكاسات الهوة الرقمية بين القرى والمدن المغربية، ذلك أن الحواسيب التي تم إصلاحها ستوزع على المؤسسات المدرسية ومؤسسات التكوين في إطار ورش المغرب الرقمي المفتوح بالبلاد. وأكد أن هذا المشروع يدخل ضمن الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة التي أطلقها المغرب منذ عدة سنوات. كما أنه يعد نموذجا لتظافر الجهود المتضمنة بالميثاق الوطني للتربية والتكوين. ومن جهتها، ذكرت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، في كلمة تلتها نيابة عنها السيدة خديجة بن شويخ مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، أن انطلاق هذه العملية يأتي في مرحلة دقيقة تنكب فيها الوزارة على إعمال البرنامج الاستعجالي الذي من أهم مكوناته محاربة الهدر المدرسي وتوسيع العرض التربوي. واعتبرت أن المشروع مبادرة تتكامل فيها المدرسة مع المجتمع في سعي لفتح باب الأمل أمام المنقطعين عن الدراسة بالسهر على تكوينهم في مهنة واعدة تتصل بالميدان الرقمي وتستجيب لحاجيات سوق الشغل ثم تتبع اندماجهم لاحقا إما في إطار بنيات قائمة أو بدعمهم ومصاحبتهم لخلق مقاولاتهم. حضر حفل تدشين هذا المركز السادة خالد السفير عامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا ومحمد حوراني رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب والسيدة إلزابيت ميارد القنصلة العامة للولايات المتحدةالأمريكيةبالدارالبيضاء وعدة شخصيات.