دعا المشاركون في الندوة الدولية التي نظمتها جمعية فاس سايس بالعيون تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الاستفادة من تجربة الوحدة المرابطية في دعم الوحدة المغاربية من طرف المجتمعات المدنية والعلماء والباحثين المغاربيين. وأوصوا اليوم الخميس ،في ختام هذه الندوة التي نظمت بشراكة مع فريق البحث في التراث المالكي بالغرب الإسلامي التابع لكلية الآداب سايس فاس حول موضوع " دور المذهب المالكي في تجربة الوحدة المرابطية لدول الغرب الإسلامي الكبير" ،إلى متابعة دراسة حقبة الدولة المرابطية أكاديميا ، وإبراز دورها في نشر المذهب المالكي ، ومشروعها الوحدوي الاستراتيجي. ودعوا في هذا السياق إلى إنشاء رابطة لعلماء ومؤرخي المذهب المالكي من دول الغرب الإسلامي الكبير والساحل الإفريقي ، وتأسيس الجامعة الربيعية بمدينة العيون، على غرار الجامعة الشتوية بإفران ، والجامعة الصيفية بأصيلا ،لخلق تواصل علمي بين الشمال والجنوب ،وتدارس القضايا التي تعنى بالمنطقة. كما دعوا إلى تنظيم مؤتمرات وندوات ودورات تدريبية علمية في دول الغرب الإسلامي الكبير بمختلف مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي لخدمة المذهب المالكي ، وتدارس تجارب الوحدة التي عرفتها المنطقة خلال مراحلها التاريخية. وقد تدارس المشاركون في هذه الندوة مجموعة من المواضيع همت على الخصوص المرجعية المالكية لدولة المرابطين، والدور الذي اضطلعت به هذه المرجعية في تجربة الوحدة المرابطية لدول المغرب الإسلامي الكبير، وإسهام الفقهاء في تحصين الدولة المرابطية وتوحيد الغرب الإسلامي وفي الحفاظ على الثوابت والاستقرار وتحقيق التنمية ، وكذا مظاهر التواصل بين فقهاء المالكية خلال عهد المرابطين. وشارك في هذه الندوة التي نظمت على مدى ثلاثة أيام بتعاون مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب وولاية العيون بوجدور الساقية الحمراء ،والمجالس المنتخبة ،والمجلس العلمي المحلي ،علماء وأساتذة باحثون من المغرب ومن عدد من الدول العربية والإفريقية.