أكد السيد محمد القباج رئيس جمعية فاس سايس أن تأسيس جامع القرويين سنة 245 هجرية باعتباره مركز إشعاع علمي وثقافي كان له الفضل في تطوير وترسيخ دعائم وأركان المذهب المالكي، وإعداد نخبة من العلماء خدموا هذا المذهب تأصيلا وتنظيرا. وأضاف السيد القباج، في افتتاح ندوة نظمتها الجمعية بالعيون تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في موضوع "دور المذهب المالكي في تجربة الوحدة المرابطية لدول الغرب الإسلامي الكبير"، أن أصول هذا المذهب وفروعه عرفت في أواخر القرن الرابع الهجري انسيابا في حياة الناس الدينية والاجتماعية. وأوضح رئيس جمعية فاس سايس أن هذا السلوك المذهبي المالكي لدى منطقة الغرب الإسلامي الكبير أضحى "طريقة حياة، ومنهج تفكير، وطبيعة عمرانية واجتماعية". وأشار إلى أن من عوامل بروز صحوة مالكية بالمغرب إبان العهد المرابطي كونه الأكثر ملاءمة للمرابطين الذين عرفوا بطابعهم الصحراوي وميلهم الفطري إلى البساطة والقدرة على التكيف مما جعله ملائما للمغاربة المعروفين بالميل إلى السهولة والمرونة. وتتواصل أشغال هذه الندوة على مدى ثلاثة أيام بإلقاء محاضرات وتنظيم جلسات فكرية تتمحور خلالها المداخلات بالأساس حول "الدولة المرابطية: النشأة والمرتكزات"، و"المذهب المالكي أس من أسس تجربة الوحدة المرابطية لدول المغرب الإسلامي الكبير"، و"مساهمة فقهاء الغرب الإسلامي إلى جانب الدولة المرابطية في الحفاظ على الثوابت والأمن العام والتنمية من خلال المؤلفات"، و"تواصل علماء مالكية المغرب الإسلامي الكبير في عهد المرابطين". تنظم هذه الندوة بشراكة مع فريق البحث في التراث المالكي بالغرب الإسلامي التابع لكلية الآداب سايس فاس وبتعاون مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب وولاية العيون بوجدور الساقية الحمراء والمجالس المنتخبة والمجلس العلمي المحلي ويشارك في هذه الندوة، التي حضر جلستها الافتتاحية والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عامل إقليمالعيون السيد محمد جلموس وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية والعلماء والوعاظ، باحثون وأساتذة جامعيون من المغرب ومن عدد من الدول العربية والإفريقية.