قال بوبكر الاخزوري، وزير الشؤون الدينية التونسي ،إن المذهب المالكي ساهم منذ القرن الثاني للهجرة في توطيد الروابط بين مدينتي فاسوالقيروان،مبرزا أن البعد الواقعي للفقه المالكي "المبني على السنة النبوية المطهرة"،كان له دور كبير في ترسيخ الوحدة وتحصين الشخصية الثقافية للمغرب وتونس من مخاطر الذوبان . جاء ذلك خلال ندوة علمية افتتحت أمس بمدينة القيروان ، تحت عنوان (المذهب المالكي وأثره في توحيد ممارسة الشعائر الدينية.. جهود علماء القيروان والقرويين)،بمشاركة نخبة من الباحثين والعلماء من المغرب وتونس. وأضاف الاخزوري ،في هذا اللقاء الذي ينظم على مدى يومين بالتعاون بين وزارة الشؤون الدينية في تونس ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب ،أن المذهب المالكي تمكن بفضل مدينة القيروان التي أصبحت في القرن الثاني للهجرة مركزا دينيا وسياسيا بالغ الأهمية من أن ينتشر بكامل إفريقيا والمغرب حتى ظل سائدا إلى اليوم، ك "تجسيم قوي للاتزان والاعتدال ونبذ التطرف والتناحر المذهبي". كما أبرز الوزير إسهامات مدينة فاس وجامع القرويين الفاعلة في نشر وإغناء الفقه المالكي بشمال إفريقيا، حيث اشتهرت كتب فقهائهما بإضافة لبنات مكملة للقضايا الفقهية القديمة، الأمر الذي يعد "شاهدا على التواصل والتناغم الذي كان قائما بين منهج الفقهاء في البلدين منذ تلك الفترة". وحسب الوزير التونسي ، فان الغاية من تنظيم هذه الندوة العلمية، التي سبق تنظيم ندوة مماثلة لها في مدينة فاس في صيف السنة الماضية ، هي الإسهام في "إغناء الفكر الديني وصونه وترشيد ممارسة الشعائر وتسليط الأضواء على الفقه الرشيد الذي لا يضيق على الناس بمقولات جاهزة وأقوال غريبة عن الواقع الراهن". وأبرز في هذا السياق "المسؤولية الجسيمة" الملقاة على الفقهاء في تحصين المجتمع من التعصب والفهم المغلوط لحقيقة الإسلام الحنيف". هذا وقد تميزت جلسات هذه الندوة بعدة مداخلات سلطت الضوء على الجهود التي بذلها علماء القيروانبتونس والقرويين بالمغرب من أجل ترسيخ أسس المذهب المالكي في البلدين وتحقيق التواصل العلمي بينهما ، مع إبراز خصائص المذهب المالكي وما يتميز به من واقعية ومرونة أصولا وفروعا. وقد شارك في هذا اللقاء من المغرب كل من الأساتذة، محمد الرواندي ومحمد التأويل ، عضوا المجلس العلمي الأعلى وإدريس بن الضاوية، رئيس المجلس العلمي للعرائش وعبد المجيد المجيب ، أستاذ بدار الحديث الحسنية وعضو المجلس العلمي للرباط .