قال الأستاذ محمد الرواندي،عضو المجلس العلمي الأعلى، أن الأعمال الجليلة التي قام بها علماء القيروان في مجال البحث والكتابة والتفسير، ابتداء من القرن الثاني للهجرة ، وواصلها بعد ذلك علماء المغرب والأندلس، تفاعلت وأثمرت مدرسة فقهية عريقة في الفقه المالكي في ربوع الغرب الإسلامي لها خصائصها التي تتميز بها . وأضح الرواندي ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للإنباء ، عقب مشاركته ضمن نخبة من العلماء المغاربة والتونسيين في ندوة علمية حول موضوع "المذهب المالكي وأثره في توحيد الشعائر الدينية ..جهود علماء القيروان والقرويين" ، اختتمت أمس بالقيروان ،أن هذه المدرسة، التي اتخذت من مدينة فاس وجامع القرويين مقرا لها، ما لبثت أن عمت جميع أقطار شمال إفريقيا في القرن الرابع الهجري. وأبرز أن من مميزات هذه المدرسة "الوسطية والاعتدال والواقعية"،حيث تنطلق أعمالها من قلب المجتمع وتصب جميع تنظيراتها لفائدة حل مشاكل المجتمع ،لكونها تعتمد في عملها على المرونة والعرف والمصالح المرسلة ،مشيرا إلى أن كل ذلك جعل الناس ،سواء في المغرب أو تونس أو غيرهما من الأقطار المغاربية، تتشبع بالفقه المالكي وتدافع عنه. وأضاف العالم المغربي أن الندوة،التي نظمت بالقيروان على مدى يومين بتعاون بين الجانبين المغربي والتونسي، تميزت بتقديم مجموعة من الأبحاث الأكاديمية التي سلطت الضوء على جوانب هامة من المذهب المالكي، ونبهت إلى أن التكامل بين المغرب وتونس ، يعد ضرورة ملحة ، من أجل مواجهة المشاكل التي يعاني منها المجتمع ، وفي مقدمتها التطرف والانحراف والوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تحاول المس بأسس المذهب المالكي والنيل منه . وخلص إلى أن الجانبين التونسي والمغربي عبرا عن حرصهما على متابعة هذه اللقاءات من أجل تعميق البحث في المذهب المالكي وتطوير العمل في هذا الاتجاه، مشيرا في هذا السياق إلى أن وزير الشؤون الدينية التونسي اقترح إصدار مجلة للفقه المالكي تعنى بنشر الأعمال والأبحاث التي يتم التوصل اليها في هذا المضمار . واعتبر أن تحقيق ذلك سوف يشكل خطوة هامة في الاتجاه الصحيح. ويذكر أنه شارك من المغرب في هذه الندوة كل من السادة ، محمد الرواندي ومحمد التأويل ، عضوا المجلس العلمي الأعلى ، وإدريس بن الضاوية، رئيس المجلس العلمي للعرائش ، وعبد المجيد المجيب ، أستاذ بدار الحديث الحسنية ، وعضو المجلس العلمي للرباط . وكانت الندوة الأولى حول المذهب المالكي قد عقدت في صيف السنة الماضية بمدينة فاس بمشاركة مغربية تونسية.