ووري جثمان الفقيد المهدي بنونة، الذي وافاه الأجل المحتوم فجر اليوم الثلاثاء بمدينة الرباط عن سن 92 عاما، الثرى بمقبرة سيدي المنظري بمدينة تطوان. وبعد صلاة الجنازة، بحضور أفراد أسرة الفقيد وعدد من الشخصيات الوطنية والمسؤولين ومن بينهم والي ولاية تطوان السيد إدريس خزاني، شيع جثمان الفقيد، الذي يعد من الشخصيات الوطنية البارزة في تاريخ المغرب، إلى مثواه الأخير. ورفع الحاضرون أكفهم بصالح الدعاء للفقيد، متضرعين إلى الباري عز وجل أن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء في هذا المصاب الجلل. وقد مر الموكب الجنائزي للفقيد المهدي بنونة من المدينة العتيقة ببوابة باب عقلة التاريخية، قبل المرور بضريح سيدي بلفقيه، حيث دفن والده الحاج عبد السلام بنونة أحد مؤسسي الحركة الوطنية بشمال المغرب، ثم انعطف إلى الجامع الكبير مسقط رأسه، قبل المرور عبر الزاويتين الريسولية والحراقية فمقبرة سيدي المنظري. وشغل الراحل المهدي بنونة، الذي ازداد بتطوان في 22 فبراير 1918، في 1958 - 1959، منصب مستشار مكلف بالصحافة والعلاقات العامة لدى جلالة المغفور له محمد الخامس. وفي 1929، بدأ دراساته الثانوية بجامعة النجاح في نابلس بفلسطين، ثم عاد لسنة إلى المغرب وغادر نحو القاهرة، حيث تلقى تكوينا في الصحافة وحصل على دبلوم سنة 1941، ليلتحق بجريدة (الأهرام) لمدة ثلاث سنوات، قام خلالها بالمشاركة في تأسيس (لجنة الدفاع عن المغرب الأقصى). وبعد عودته إلى المغرب، شارك في تأسيس نقابة تابعة لحزب الإصلاح الوطني. كما أسس، بالأمم المتحدة مكتب الربط بين الحركات الاستقلالية لبلدان شمال إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس). وأسس سنة 1959 وكالة المغرب العربي للأنباء، التي سيظل رئيسها ومديرها العام إلى غاية 1975، كما ساهم بين 1958 و1962 في تأسيس وكالات الأنباء التونسية والليبية والسينغالية والمالية والجزائرية، ثم أشرف على تأسيس وكالة أنباء منظمة المؤتمر الإسلامي في 1973 - 1974. كما تولى منصب الرئيس التنفيذي للهلال الأحمر المغربي، والخازن العام للمجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. على المستوى الفكري، ألف الراحل العديد من الكتب، كان أولها باللغة الانجليزية تحت عنوان "مغربنا، القصة الحقيقية لقضية عادلة"، وقد تم إصداره سريا في المغرب سنة 1951، وختم سلسلة مؤلفاته بكتاب "المغرب، السنوات الحرجة" الذي صدر سنة 1989. وتقديرا لعمله في مجال الصحافة وحقوق الإنسان، تم توشيح الراحل المهدي بنونة في العديد من البلدان الإفريقية والشرق أوسطية وإسبانيا والمغرب.