أجرى رئيس مجلس النواب السيد مصطفى المنصوري اليوم الأربعاء في فيتوريا (شمال إسبانيا) مباحثات مع رئيسة البرلمان بإقليم الباسك الذي يتمتع بحكم ذاتي السيدة أرنتشا كيروغا. وتمحورت المباحثات بين الجانبين خلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر البرلمان الباسكي حول سبل إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين المغرب وإسبانيا من جهة ،وبين المغرب وإقليم الباسك من جهة أخرى . ووصفت السيدة أرتنشا كيروغا ،زيارة السيد مصطفى المنصوري لبرلمان الباسك ب "التاريخية" موضحة أنها تعد أول زيارة يقوم بها رئيس البرلمان المغربي لهذه المنطقة الواقعة بشمال إسبانيا. وأشارت رئيسة برلمان بلد الباسك في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء إلى أن هذا الاتصال الأول بين البرلمانين "مهم جدا" لإقامة علاقات شراكة تكون في خدمة في الجانبين ،مضيفة أن هذه الزيارة تشكل فرصة من أجل الاطلاع بشكل مباشر على الأوراش التي أطلقها المغرب في جميع الميادين. وفي هذا الصدد ،أعربت السيدة أرنتشا كيروغا عن أملها في أن تدشن هذه الزيارة "مرحلة جديدة" في العلاقات بين المغرب وإقليم الباسك ،وخاصة في ما يتعلق بالتعاون في المجال التشريعي. كما نوهت بالعرض الذي قدمه السيد مصطفى المنصوري حول المسلسل الديمقراطي الذي يشهده المغرب والجهود التي تبذلها المملكة من أجل التوصل إلى حل سياسي ودائم لقضية الصحراء من خلال مقترح الحكم الذاتي. ودعت رئيسة برلمان الباسك في هذا الاطار الأطراف المعنية بهذه القضية إلى مواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل يضمن السلام والتقدم في المنطقة. وأبرزت السيدة كيروغا أن مشروع الجهوية المتقدمة التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يمثل "تحديا كبيرا" بالنسبة للمملكة ،معربة عن استعداد برلمان الباسك للمساهمة في إنجاح هذا المشروع الطموح. ومن جانبه ،وصف السيد مصطفى المنصوري الذي يقوم بزيارة عمل إلى منطقة الباسك على رأس وفد برلماني هام ،المباحثات التي أجراها مع رئيسة برلمان الباسك وأعضاء مكتب البرلمان الباسكي ب"المثمرة" ،موضحا أن هذه المباحثات همت بالخصوص الإصلاحات التي يقوم بها المغرب في كافة المجالات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف رئيس مجلس النواب أنه تم خلال هذا اللقاء الذي حضره بالخصوص القنصل العام للمملكة في بيلباو السيد عزو أبو الكروم،بحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البرلمانين من خلال إبرام اتفاق للتعاون وإحداث مجموعة للصداقة بين المؤسستين التشريعيتين. وأكد السيد مصطفى المنصوري أن مخاطبيه الباسك تابعوا ب"اهتمام بالغ" التوضيحات التي قدمها الوفد البرلماني المغربي حول الوحدة الترابية للمملكة ،والمبادرة التي تقدم بها المغرب لمنح حكم الذاتي للاقاليم الجنوبية من أجل التوصل الى حل سياسي وعادل ودائم لقضية الصحراء المغربية. ومن جهة أخرى ،أعرب رئيس مجلس النواب عن أسفه لعدم وجود اتصالات بين الجانبين ،داعيا في هذا الصدد إلى وضع الآليات اللازمة لضمان اتصالات منتظمة بين الجانبين لإسماع صوت المغرب وموقفه بشأن العديد من القضايا الهامة كقضية الصحراء وأوراش الإصلاحات الكبرى التي أطلقتها المملكة. كما أجرى السيد مصطفى المنصوري فضلا عن اجتماعه مع رئيسة برلمان الباسك لقاء مع ممثلي الأحزاب السياسية الباسكية ،استعرض خلاله مختلف أوجه التقدم الذي أحرزه المغرب على كافة المستويات والجهود التي تبذلها المملكة لطي قضية الصحراء بشكل نهائي. وخلال اليوم الأول من زيارته لعاصمة إقليم الباسك استقبل السيد مصطفى المنصوري أيضا من قبل عمدة مدينة فيتوريا السيد باتشي لاثكوس.