ساد جو احتفالي، مساء يوم الجمعة، بالمسرح الوطني لقطر الذي امتلأ بجمهور جد متحمس استمتع بأداء المجموعة البيضاوية "بوسو غانغا" لفن كناوة وفرقة "بنات عيشاتة" للموسيقى الحسانية القادمة من مدينة كلميم. وكانت هذه الأمسية الأخيرة ضمن برنامج الأسبوع الثقافي المغربي، الذي تم افتتاحه يوم الإثنين الماضي بالعاصمة القطرية، في إطار احتفالات الدوحة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2010. وعلاوة على الأسر المغربية، التي حجت بأعداد غفيرة رفقة أطفال يحملون الأعلام الوطنية، استغل مواطنون قطريون ومغاربيون ومجموعة من الأجانب عطلة نهاية الأسبوع، لحضور هذه الأمسية المنمقة بشتى الألوان، والمزدانة بمعرض متميز لمنتوجات الصناعة التقليدية والفن التشكيلي المغربي احتضنته رحاب قاعة المسرح. وكانت فرقتا "عبيدات الرمى" من بنسليمان و "الركبة" من زاكورة، اللتان شاركتا كذلك في هذه الاحتفالات، قد قدمتا خلال الأيام الماضية عروضا في فضاءات كورنيش الدوحة، حضرها جمهور غفير. كما احتضنت قاعة الثقافة أمس الجمعة، قبيل إحياء الأمسية الكبرى التي نظمت في المسرح، الندوة الثانية المبرمجة ضمن هذا الحدث، والتي قام بتنشيطها الأستاذ كمال عبد اللطيف حول موضوع "الحداثة في الفكر المغربي المعاصر". وتم عقد ندوة أخرى يوم الثلاثاء الماضي من طرف وزير الثقافة، السيد بنسالم حميش، حول موضوع "العولمة في مرآة الثقافة". ونظمت كذلك بالقاعة الثقافية أمسيات شعرية، تم تنشيطها بتألق طيلة هذا الأسبوع من طرف الشاعرات أمينة المريني ورجاء الطالبي وتورية ماجدولين. وحظي هذا الحدث، من جهة أخرى، بتغطية واسعة للصحافة المكتوبة والإعلام السمعي البصري القطري. فمن خلال الربورطاجات والحوارات المنجزة، لم يغفل الصحفيون ومن بينهم المغاربة الذين يعملون في الدوحة، أي وجه من أوجه الحدث. وقدم من المغرب، في إطار هذا الأسبوع الأول من نوعه المنظم في قطر، حوالي ستين شخصا، بينهم فنانون وصناع تقليديون ومنظمون. وحقق هذا الحدث نجاحا كبيرا بفضل التعاون الوثيق بين وزارة الثقافة القطرية ووزارة الثقافة المغربية، وكذا دار الصانع والمكتب الوطني المغربي للسياحة وسفارة المملكة المغربية في الدوحة.