شكلت القمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي في غرناطة (إسبانيا)، وتأثير التساقطات المطرية القوية التي عرفتها مختلف جهات المملكة على الموسم الفلاحي الحالي، أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحافة الأسبوعية. فبخصوص قمة المغرب-الاتحاد الأوروبي (6 و7 مارس الجاري)، كتبت (ماروك إيبدو أنتيرناسيونال) أن هذه القمة كانت "ناجحة وشكلت لبنة هامة في المسيرة الطويلة للمملكة لتجد لها موطىء قدم راسخ في الفضاء الأوروبي"، مبرزة أن المستوى الرفيع للمشاركين في القمة " يعكس جيدا الإرادة المشتركة لإعطاء إشارة قوية في هذا الاتجاه". وأشارت الأسبوعية إلى أن البيان الختامي للقمة "اعتمد أجندة عملية للمستقبل، تتمثل في بروتوكول سيحدد أشكال وصيغ مشاركة المغرب في برامج الاتحاد الأوروبي". وأبرزت أن الاتحاد الأوروبي والمغرب اتفقا على أن تكون نهاية 2010 موعدا لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق حول تحرير التجارة والخدمات وحق التوطين قصد الدخول في مفاوضات حول اتفاق معمق للتبادل الحر. من جانبها، كتبت (لافي إيكو) أن القمة " اختتمت في أجواء مطبوعة بارتياح الشريكين بخصوص تقدم وآفاق التعاون الثنائي"، معتبرة أن هذا اللقاء شكل "مناسبة للوقوف عند المسار الذي قطعه هذا الطموح، الذي كان قد تم الاعلان عنه في أكتوبر 2008". كما اعتبرت أن " قمة غرناطة أبانت بشكل ضمني أن الوضع المتقدم يمثل مقاربة دينامية، يتعين عليها وضع معالم لتطور العلاقات بين الشريكين. كما تشكل مجالا واسعا للعمل يمكن من خلق دينامية منصفة يكون كل واحد من الشريكين فيها رابحا". وأكدت (لافي إيكو) أن "المغرب ينتظر من التطور نحو الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي فرصة لتعميق ولوجه إلى السوق المشتركة وقطع مرحلة إضافية في أفق اندماج عميق لاقتصاده في السوق الأوروبية". من جهتها، أبرزت (لوبسيرفاتور دو ماروك) أن "الاتحاد الأوروبي يقترح على الرباط منظور وضع قد يقترب أكثر من الاندماج. وهو ما يشكل سابقة في العلاقات بين أوروبا وبلدان جنوب المتوسط، ينبغي الإشادة بها كتقدم أكيد". وأكدت الأسبوعية، من جهة أخرى، أن الخطاب الملكي الموجه إلى القمة السياسية الاتحاد الأوروبي-المغرب "جاء كجواب فوري على المقترحات الأوروبية ومكن من توضيح الموقف الجديد للمغرب، الذي أصبح "فاعلا مشاركا" في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي". ومن جهتها كتبت أسبوعية (لوروبورتير) ، أن القمة "شكلت نجاحا كبيرا يؤشر لتدشين عهد جديد وواعد في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي"، كما تأكد "سواء ( من خلال ) تصريحات الارتياح الصادرة عن المسؤولين الأوروبيين الرسميين على مدى اليومين اللذين شهدا انعقاد القمة ، أو مضمون البيان المشترك الصادر في ختامها " والذي شدد على أهمية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي-المغرب. كما عبرت أسبوعية (فينونس إيبدو أنتيرناسيونال) عن نفس الموقف ، حيث أكدت أن قمة غرناطة "أوفت بكل وعودها" ، وأشارت إلى " أن الوضع المتقدم الذي منح للمملكة بدأ يتجسد على أرض الواقع شيئا فشيئا". وأضافت أن "ثقة بروكسيل في إنجازات المغرب ليست مجانية وإنما هي نابعة من كون هذه الإنجازات هي ثمرة مسلسل للإصلاحات والانفتاح " ، مؤكدة أن " الهدف يتمثل في إحداث فضاء مشترك بين الشريكين". واعتبرت الأسبوعية أن "قمة غرناطة توجت فترة عرفت تسارعا مكثفا في العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي"، مضيفة أنها "تبرهن على الطموح المشترك للمضي قدما وتعميق العلاقات الثنائية، خاصة في المجال الاقتصادي". ومن جهتها ، اهتمت (لانوفيل تريبون) بالتساقطات المطرية القوية التي " قد تكون لها آثار سلبية على محاصيل هذه السنة، حيث إن القيمة المضافة المتوقعة ستتم مراجعتها نحو الانخفاض بالنسبة لمعظم الزراعات". وأكدت أنه " إذا كان هناك ارتياح كبير على مستوى مخزونات المياه بمعدل ملء يتجاوز 90 في المائة ، بل وأكثر بالنسبة لبعض السدود، فإن هذا الارتياح هو أقل بخصوص معظم الزراعات الغذائية "، مضيفة أن "غمر مياه الأمطار للأراضي المزروعة لمدة طويلة تسبب في خسائر عديدة في الإنتاج، خاصة في أكبر جهتين للإنتاج الفلاحي: الغرب وسوس". وأوردت الصحيفة، استنادا إلى وزارة الفلاحة، أن " جهة الغرب، المعروفة بمنتجاتها الزراعية من الحبوب والخضر وتلك الموجهة للصناعة الغذائية، قد خسرت 100 ألف هكتار بسبب الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على الأراضي المزروعة"، فضلا عن أن "عدم تحويل الزراعات الربيعية نتيجة استمرار تهاطل الأمطار وكذا ركود المياه في الحقول يثير مخاوف جديدة". واعتبرت الأسبوعية، استنادا إلى فاعلين في القطاع الفلاحي، أن " وضعا كهذا لا ينمكن أن يسفر عن موسم فلاحي جيد، خاصة أن المردودية ترتبط على العموم بتوزيع جيد للأمطار خلال الموسم الزراعي ".