أشادت مختلف وسائل الإعلام الاسبانية المكتوبة منها والمرئية والمسموعة والالكترونية، بنتائج القمة الأوروبية المغربية التي احتضنتها مدينة غرناطة الاسبانية نهاية الأسبوع الماضي، والتي عرفت مشاركة الوزير الأول عباس الفاسي بمعية وفد وزاري هام، إضافة الى رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس روديغيث ثاباطيرو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوربية خوسي مانويل دوراو باروسو والمفوضة التجارية كارين دي غوشت والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ستيفان فيولي، إضافة الى فعاليات سياسية وديبلوماسية واقتصادية وجمعوية مغربية وأوربية. كما أشادت بمضامين الرسالة الملكية التي تلاها الوزير الأول على المشاركين. وبأهمية القمة باعتبار المغرب أول بلد من خارج الاتحاد الأوروبي يحصل على امتياز صفة الوضع المتقدم بعد إسرائيل، وكذلك باعتبار هذه القمة الأولى من نوعها التي يعقدها 27 بلدا عضوا في الاتحاد الأوروبي مع بلد من خارج القارة العجوز بعد المصادقة على معاهدة لشبونة. واعتبرت وسائل الإعلام الاسبانية المختلفة القمة سابقة في تاريخ تعزيز العلاقات المغربية مع الاتحاد الأوروبي، حيث تحدثت بإسهاب عن رمزية مكان انعقاد القمة بقصر الحمراء الشهير، وعن تحديات انتظارات الجانبين المغربي والأوربي . وأكدت بأن أوروبا تجرب سياسة جديدة مع دول الجنوب واختارت المغرب ليكون في مقدمة شركائها، وأشارت الى أن المغرب دخل مرحلة جديدة في علاقته بالاتحاد الأوروبي ، بعدما انتقل من موقع الجوار الى موقع الاندماج، حيث تم في هذا السياق وضع معالم علاقة تعاقدية جديدة بين الشريكين، كما أن المغرب تمكن من الحصول على علاقات أكثر وأرفع من الشراكة وأقل من العضوية. و شكلت القمة أهمية من الناحية الرمزية والسياسية ، حيث عرفت مناقشة العديد من الملفات المشتركة، كآليات تفعيل بنود اتفاقية الشراكة الأوروبية المغربية بعد منح بروكسيلالرباط صفة الوضع المتقدم (13 أكتوبر 2008)، وكذلك تفعيل اتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة سنة 1991 بين المغرب وإسبانيا، والتي دخلت حيز التنفيذ سنة 1993 والمتعلقة بتنظيم العلاقات بين الجانبين والتي تنقسم إلى ثلاثة محاور: المحور الأول عبارة عن مقدمة تتناول بالتحليل الإطار الذي يستوعب وتتمحور فيه هذه الاتفاقية، أما المحور الثاني فيتطرق للمبادئ العامة التي يجب أن تحكم العلاقات بين الجانبين مستقبلا، منها القوانين والأعراف الدولية وعدم التدخل في شؤون الطرف الآخر، بينما المحور الثالث والأخير المقسم بدوره إلى نقطتين أساسيتين، فيبرز العلاقات السياسية الثنائية، ثم التعاون في مجالات متعددة ولا سيما الثقافية والمالية. وركزت الاجتماعات الرسمية للقمة على ثلاثة مواضيع: الأولى ذات طبيعة سياسية مرتبطة بالقضايا الاستراتيجية والجهوية، والثانية مرتبطة بوضع مقتضيات تنفيذ اتفاق الشراكة، والثالثة تهم رسم آفاق المستقبل والتطرق للمواضيع التي تحظى بالأولوية. واعتبرت وسائل الإعلام الاسبانية نتائج القمة الأوروبية المغربية خطوة هامة على طريق تقارب أكثر فأكثر قوة، وفرصة لبلورة مشاريع مشتركة على أرض الواقع مثل مشاركة المغرب في إعداد برامج الاتحاد الأوروبي المقبلة. كما أقرت بتحقيق القمة لمكاسب ديبلوماسية وسياسية واقتصادية مهمة. ويشار في الختام، أن وسائل الإعلام الاسبانية لم تول أهمية كبيرة للوقفات والوقفات المضادة بين جماعات البوليساريو والدائرين في فلك المخابرات الجزائرية من جمعيات وأحزاب إسبانية من جهة، وبين جمعيات المغاربة المقيمين بإسبانيا، التي وجدت نفسها مضطرة الى الرد على استفزازات الانفصاليين ومن والاهم.