أكد مشاركون في يوم دراسي بالرباط حول " المرأة والأمية " على أن النهوض بأوضاع المرأة وتبوئها المكانة اللائقة التي تستحقها،رهين بتعزيز القيم الاجتماعية التي تكرس المساواة بين الجنسين في جميع الميادين. وأوضحوا خلال هذا اللقاء الذي نظم اليوم الإثنين بمبادرة من كرسي اليونسكو لمحو الأمية وتعليم الكبار،أن نشر قيم المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين يتطلب بالأساس وضع رؤية شمولية تضع في مقدمة أولوياتها الجانب التربوي والثقافي والقانوني. وقال الأستاذ الباحث مصطفى محسن خلال هذا اللقاء إن تحسين وضعية المرأة يتوقف على إحداث تحول اجتماعي جذري،يعيد النظر في منظومة القيم والأحكام الجاهزة في حق المرأة. وأضاف أن معالجة الإشكاليات التي تحول دون حصول المرأة على المكانة التي تستحقها ينبغي أن يبتعد عن المقاربات الأحادية،التي تحاول معالجة هذه الإشكالية من زاوية واحدة،مؤكدا على ضرورة اعتبار المرأة كرأسمال اجتماعي قادر على العطاء في كافة ميادين الإنتاج. وعلى ضوء المؤشرات التي أفادت بها مؤخرا المندوبية السامية للتخطيط حول انخفاض معدل الأمية لدى النساء بالمغرب سنة 2009 إلى 8ر50 بالمائة،أوضح الأستاذ بكلية علوم التربية،السيد عبد اللطيف كيداي،أن إشكالية الأمية بالمغرب لا زالت مستفحلة،بالخصوص على مستوى العالم القروي،على الرغم من المجهودات التي تقوم بها الدولة في هذا الصدد،موضحا أن هذه الأرقام تشكل تقدما ملموسا إذا ما تم مقارنتها مع رقم 96 بالمائة المسجل سنة 1960. من جانبها،قالت السيدة مريم آيت أحمد,أستاذة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة إن الإعلام لم يضطلع بعد بدوره في النهوض بأوضاع المرأة،مشيرة إلى أن مجموعة من وسائل الإعلام لا تزال تبث صورة نمطية عن المرأة لا ترقى بها إلى المكانة التي تستحقها كمكون أساسي في المجتمع. وفي ختام هذا اليوم الدراسي،الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة،تم توزيع مجموعة من الجوائز الرمزية على ثلة من النساء اللواتي ساهمن في برامج محو الأمية.