على غرار باقي المؤسسات التعليمية عبر جميع جهات المملكة،احتضنت مدرسة 6 نونبر بالرباط اليوم الخميس ،فعاليات اليوم الوطني للمشاورات حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة،الذي تنظمه وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي،بغية نشر ثقافة المحافظة على البيئة في الفضاءات التربوية وترسيخ الحس البيئي لدى الناشئة. فتحت شعار "من أجل تعاقد مجتمعي جديد تلبية لحاجيات أجيال اليوم والغد"،وبحضور كاتبة الدولة في التعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة،صحبة مجموعة من الفعاليات التربوية بجهة الرباط - سلا - زمور - زعير،عاشت مدرسة 6 نونبر على إيقاع يوم مميز،عرف تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية والتربوية،التي أجابت من منظور تلاميذ المؤسسة على مجموعة من الإشكاليات البيئية. وفي هذا الإطار،قدم تلاميذ المؤسسة وصلات موسيقية تغنت بالغابة والشجرة والبحر،باعتبارها مكونات أساسية للمنظومة البيئية وعناصر ضرورية لاستمرارية الجنس البشري. كما أدى براعم المؤسسة "رقصة الزهور" في تعبير فطري عن ضرورة الحفاظ على المجالات الخضراء التي تمثل رئة وصمام أمان المجالات الحضرية. وأتحف التلاميذ الحضور بعرض مسرحي تطرق لموضوع الأمراض المعدية الفتاكة،وجهوا من خلاله رسالة لباقي الأطفال تحثهم على الحرص على النظافة والتحلي بمعايير السلامة الضرورية،التي تشمل المحافظة على بيئة سليمة،من أجل الحيلولة دون تعرضهم للإصابة بهذا النوع من الأمراض. وإلى جانب ذلك،عرض تلاميذ المؤسسة مجموعة من الأعمال التشكيلية التي أبدعتها أناملهم في إطار ورشات للرسم،سلطت الضوء على بعض الأخطار التي تتهدد المنظومة البيئية وسبل تجنبها. كما قدموا بعض الأعمال اليدوية التي تم صنعها اعتمادا على عناصر وأدوات مستعملة،تجنبا لرميها في الوسط البيئي لما لذلك من عواقب وخيمة على المنظومة الإيكولوجية. وعملا منها على تنمية الحس البيئي لدى التلاميذ،وضعت الوزارة برنامجا وطنيا يتضمن عددا من الأنشطة التربوية والإجراءات التدبيرية،تشكل انطلاقة جديدة لإدماج مقاربات ومبادئ التنمية المستدامة في الأنشطة التربوية بالمؤسسات التعليمية. ويتضمن هذا البرنامج مشروعا لتعميم المصابيح الاقتصادية على كافة المؤسسات التعليمية،أعطت انطلاقته كاتبة الدولة في التعليم المدرسي اليوم بمؤسسة 6 نونبر،وذلك بتعاون مع المكتب الوطني للكهرباء ومختلف الوكالات والشركات المكلفة بتزويد المؤسسات التعليمية بالكهرباء،في عملية ينتظر أن تساهم في التخفيض من استهلاك الطاقة من 25 بالمائة إلى 50 بالمائة في المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني. ومن خلال قيامها بغرس شتلة احتضنتها تربة مدرسة 6 نونبر،أعطت كاتبة الدولة انطلاقة مشروع غرس 6 ملايين شجرة أو نبتة داخل المؤسسات التعليمية وخارجها بغاية تشجيع المتعلمات والمتعلمين على القيام بعمليات الغرس والبستنة في أفق الاعتناء بالمجال الأخضر. وفي سياق مواز،يتضمن برنامج الوزارة في هذا الصدد،العمل على ترشيد استعمال مختلف المؤسسات التعليمية والإدارات والمرافق التابعة للوزارة للماء،وتخفيض نسبة استهلاكه بنسبة خمسة بالمائة سنويا،دون أن يؤثر ذلك على حاجيات المؤسسات التعليمية من الماء الصالح للشرب والنظافة والسقي. وأبرزت السيدة لطيفة العابدة،في تصريح للصحافة،أن "الوزارة وضعت برنامجا متنوعا لمواكبة الحوارات حول الميثاق الوطني للبيئة،يقوم على تنظيم المشاورات داخل المؤسسات التعليمية في أفق التعميم التدريجي للمدارس الإيكولوجية بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة". يذكر بأن الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين،ستعمل من خلال تفعيلها لبنود البرنامج،على تنظيم أنشطة تربوية مكثفة خلال الأيام المخصصة للاحتفال بيوم الأرض المقررة ما بين 17 و25 أبريل المقبل،على الخصوص من خلال أيام الخدمة التطوعية المبرمجة يومي 17 و18 أبريل القادم.