يخلد اليوم العالمي للوقاية المدنية، الذي يحتفل به في فاتح مارس، هذه السنة تحت شعار "طب الكوارث"، وذلك من أجل تحسيس أفضل بحسن إدارة الأوضاع خلال الأزمات. ويروم طب الكوارث تكوين الأطباء وإعدادهم للعمل في حالات الأزمات حيث سيتعين عليهم القيام بمعالجة عدد كبير من الجرحى وتطبيق مفهوم اختيار المؤشرات العلاجية المبنية على الاستعجال وتبسيط وتوحيد التحركات والتقنيات، وذلك بهدف تمكين عدد كبير من الأشخاص من البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف معينة. ويتطلب هذا التخصص، الذي يعتمد على تحليل المخاطر القائمة والمحتملة، تكوين خاصا وعمليات التخطيط والتنظيم والإعداد الجيد والتزويد لتدخل الفرق الطبية في حالات الكوارث. وقد اعتاد معظم الأطباء على معالجة الأمراض التي تصيب الأشخاص بشكل فردي، وليس بشكل جماعي، مثل فترة الكوارث، حيث أن معالجة الجرحى وإجلائهم تكون في ظروف خارجة عن المعايير العادية. وعرف الأمين العام للمنظمة الدولية للوقاية المدنية السيد نواف الصليبي، في رسالة إلى المجتمع الدولي بهذه المناسبة، هذا التخصص ب"الطب المتخصص في حالات الاستعجال القصوى، يمارس في بيئة صعبة ويأخذ بعين الاعتبار المخاطر القائمة". وبهذه المناسبة، جددت المنظمة العالمية للوقاية المدنية تأكيدها على "انخراطها في دعم كل المبادرات، سواء على المستوى الدولي أو الوطني، التي تروم تحسين كفاءة أكبر عدد من المهنيين"، حتى يصبح بإمكانهم مواجهة الكوارث ب"المعرفة الكافية". وبمناسبة هذا اليوم العالمي، تأمل المنظمة الدولية للوقاية المدنية، تكريم والإشادة بموظفي الصحة الذين يعملون على إنقاذ الأرواح، وحماية صحة الساكنة التي تواجه الكوارث، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان. ويحتفل المغرب بهذا الحدث، من خلال تنظيم الأبواب المفتوحة لشرح المخاطر وعرض معدات الإنقاذ، وكذا من خلال تقديم عروض تحاكي عمليات الإغاثة والإنقاذ وإطفاء الحرائق. كما ستتميز هذه الأيام بتنشيط جلسات تحسيسية حول مختلف المخاطر عبر الملصقات والمنشورات، لاسيما لفائدة تلامذة المدارس والطلاب، وكان المغرب قد حصل سنة 2004، على أربع ميداليات من المنظمة الدولية للوقاية المدنية، اثنتان منها منحتا لعاملين بوزارة الداخلية، واثنتين أخرتني سلمتا لشخصين معنويين، مدينتا الدارالبيضاء وفاس. يذكر أن المنظمة الدولية للوقاية المدنية، التي أنشأت في فاتح مارس سنة 1972، قد صادقت خلال انعقاد الدورة التاسعة لجمعيتها العامة، على القرار الذي يخلد لليوم العالمي للوقاية المدنية بتاريخ 18 دجنبر 1990.