تماشيا مع توصيات المنظمة الدولية للحماية المدنية، يخلد المغرب، اليوم الإثنين، اليوم العالمي للحماية المدنية من خلال تنظيم العديد من التظاهرات بمبادرة وتنسيق مع المديرية العامة للوقاية المدنية التابعة لوزارة الداخلية. وذكر بلاغ للمديرية العامة للوقاية المدنية أن هاته التظاهرات ستتمثل في أيام "للأبواب المفتوحة" يتم تخصيصها للتعريف بالمخاطر وتقديم التجهيزات وأدوات ومعدات الإغاثة، وتنفيذ مناورات توضيحية لأساليب الإغاثة والإنقاذ وإخماد الحرائق، إلى جانب تنشيط جلسات لتحسيس المواطنين، خاصة التلاميذ، بمختلف المخاطر من خلال مجموعة من الملصقات والمطويات. ويشكل اليوم العالمي للحماية المدنية، المنظم تحت شعار "طب الكوارث"، مناسبة للقيام بأكبر عملية للتحسيس بالتدبير الجيد لحالات الأزمة. وقد كانت الكوارث الناجمة عن غضب الطبيعة من فيضانات وزلازل وظاهرة التسونامي والانهيارات الأرضية والعواصف الشديدة وحرائق الغابات، وما تزال وعلى نحو أكبر، محط انشغال ومعاناة الإنسان. كما أن التقدم الحاصل في الميادين التقنية والتكنولوجية، وبالرغم من التسهيلات التي يتيحها والتي لا يماري فيها أحد، يجلب معه كل يوم جانبا من المخاطر، التي ما تزال الانسانية في أرجاء العالم تؤدي ثمنها باهضا : كالكوارث الجوية والسككية، وحوادث السير، والحرائق الناجمة عن النفط والغاز، والحرائق والانفجارات في المؤسسات الصناعية والتجارية، وتسرب الغازات السامة والحوادث الناجمة عن المواد الخطرة الكيميائية والمشعة. وتتميز هاته الكوارث، سواء الناجمة منها عن غضب الطبيعة أو المترتبة عن حوادث، بطابعها الفجائي وغير القابل للتنبؤ وبخسائرها الفادحة على المستوى البشري وباستدعائها لبنيات وأطقم طبية فاعلة وسريعة التدخل. إذ أن عددا كبيرا من الضحايا يتطلب بالضرورة تعدد الجهات المتدخلة (الوقاية المدنية، الشرطة، الهلال والصليب الأحمر، السلطات الإدارية والقضائية، المصالح الاجتماعية، الخ...)، التي ينبغي توزيع أدوارها ومراقبتها وتنسيق أنشطتها حتى تعمل بأقصى كفاءة ممكنة. ولتمكين الجهاز الطبي من مواجهة هاته الصعوبات في أفضل ظروف ممكنة، من الضروري إعداد الأطباء للعمل في حالات الأزمات، حيث لا مجال للارتجال، وتحضيرهم لإتقان طب الكوارث. ويهدف هذا التخصص إلى تدريب الأطباء وإعدادهم للعمل في حالات الأزمات بطريقة تمكنهم من المعالجة الجماعية لأكبر عدد ممكن من الجرحى، الأمر الذي يفرض اختيار مؤشرات علاجية تتأسس على استعجالية التدخل وتبسيط وتوحيد أساليب التدخل والتقنيات المعتمدة. وفي سياق هذه المناسبة، دعا الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية، في رسالة موجهة إلى المنتظم الدولي ومجموع الدول الأعضاء، إلى مساندة كافة المبادرات التي من شانها أن تدفع بأكبر عدد ممكن من المهنيين إلى تحسين كفاءاتهم ليكونوا في مستوى مواجهة الآثار المباشرة للكوارث بالمعرفة والمهارة المطلوبتين. يذكر أن الاحتفاء باليوم العالمي للحماية المدنية سيكون مناسبة لتكريم موظفي الصحة على العمل الجبار الذي يقومون به في مجال التدخل وإنقاذ البشر في جميع الظروف.