لا يتجاوز عدد رجال الوقاية المدنية في المغرب 4921 إطفائيا، موزعين بين الضباط وضباط الصف والأطر الطبية والأطباء. في فرنسا يوجد رجل إطفاء واحد لكل ألف نسمة، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية هناك إطفائي واحد لكل مائة نسمة، أما في المغرب فهناك إطفائي لكل 6096 نسمة بالنظر إلى وجود 4921 إطفائيا مقابل 30 مليون نسمة. وتشير معطيات رسمية، صادرة عن مديرية الوقاية المدنية التابعة لوزارة الداخلية، إلى أن عدد الضباط العاملين في صفوف الوقاية المدنية لا يتجاوز 372 ضابطا ضمنهم 15 امرأة، فيما يوجد 2004 ضابطا للصف بينهم 120 امرأة. ولا يتجاوز عدد «أطر الإغاثة» 1658 إطارا توجد ضمنهم 20 امرأة، بينما يصل عدد «الأطر المدنية» إلى 609. كما أن عدد الأطباء العاملين في مهنة المخاطر لا يتجاوز 64 طبيبا، ضمنهم 11 طبيبة، ويبلغ عدد المساعدات الاجتماعيات العاملات في صفوف الوقاية المدنية 17 مساعدة فقط، بمعدل مساعدة اجتماعية واحدة لكل جهة في المغرب. أمام مقر المحكمة الابتدائية المتاخم لمقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى توجد ثكنة «بوجي» التابعة للقيادة الجهوية للوقاية المدنية للدار البيضاء، داخل الثكنة يوجد إطفائيون في حالة تأهب دائم على مدار الأربع والعشرين ساعة. بمجرد أن يرن جرس الإنذار ينزلق الإطفائيون من الطابق العلوي مستعينين بعمود حديدي، بمجرد أن تطأ أقدامهم الأرض ينطون داخل شاحنات إطفاء الحريق ويتجهون للعمل في تدخل جديد لا يعرفون مدى خطورته. فاتح مارس يصادف الاحتفال باليوم العالمي للوقاية المدنية، وفي زيارة قامت بها «المساء» أول أمس لثكنة «بوجي» لاحظت أن الخطوط الهاتفية للثكنة لا تتوقف عن الرنين طوال اليوم، هناك رجلان مكلفان يوميا باستقبال أزيد من 60 ألف مكالمة هاتفية، الناس يتلفنون إلى الرقم 150 ويرد عاملا الهاتف على المكالمات بلازمة وحيدة «الوقاية المدنية في خدمتكم»، في الجهة الأخرى تأتي أصوات تردد عبارات بذيئة. «أزيد من 98 في المائة من المكالمات الهاتفية التي نتلقاها عبارة عن بلاغات كاذبة الهدف منها التشويش والتحرش وشغل الخطوط الهاتفية للمصلحة بالتفاهات. أما البلاغات الصحيحة التي نتوصل بها فهي قليلة ونحن مطالبون بتحمل تحرشات القاصرين والفتيات وسماع عبارات بذيئة من مواطنين غرضهم الإزعاج فقط»، يقول رجل إطفاء من الدارالبيضاء يعمل بثكنة «بوجي» المتواجدة بمركز المدينة. مشيرا إلى أن الرقم 150 يتضمن 200 خط هاتفي مشترك تتلقى حوالي 60 ألف مكالمة، وقال شارحا: «لدينا 3 هواتف، جميعها متصلة بمجمع الخطوط الرقمي، وكل هاتف يتوصل ب20 مكالمة تقريبا في الدقيقة، أي ما يعادل 60 مكالمة في الدقيقة، وإذا ضربنا 60 مكالمة في ساعة واحدة ستعطينا 3600 مكالمة في الساعة، أما إذا تعلق الأمر ب10 ساعات يكون فيها الضغط كبيرا (ما بين 10 صباحا إلى العاشرة ليلا) فسنجد 60 ألف بلاغ يومي يرد على «الرقم 150». مصدر مسؤول من القيادة الجهوية للوقاية المدنية في الدارالبيضاء قال ل«المساء» إن الاحتفال باليوم العالمي للوقاية المدنية، الذي يصادف فاتح مارس من كل سنة، يأتي لرد الاعتبار إلى رجال نذروا حياتهم للخطر. مشيرا إلى أن الاحتفال المنظم هذا العام تحت شعار «الوقاية المدنية والإسعافات الأولية»، سيتضمن «أبوابا مفتوحة» وعروضا يقدمها رجال الوقاية المدنية أمام أطفال المدارس الذين يزورون «معرض الطفل» الذي يحتضنه فضاء «مكتب الصرف» في الدارالبيضاء لمدة أسبوع . في مدينة الدارالبيضاء يوجد 498 رجل إطفاء فقط ساهموا سنة2007 في إطفاء 2276 حريقا مقابل 1659 سجلت سنة 2006، ولا تفي التجهيزات الموضوعة رهن إشارة الإطفائيين بالغرض في العاصمة الاقتصادية، فهناك 131 سيارة ضمنها 32 شاحنة لإطفاء الحريق ويوجد 14 مركزا فقط للإنقاذ ضمنها 6 مراكز ثانية. وخلال العام الماضي تمكن رجال الوقاية المدنية في الدارالبيضاء من التدخل لإنقاذ حياة 26722 شخصا. ويبلغ معدل التدخلات، بعد تلقي البلاغات للوصول إلى أماكن الحوادث والحرائق، 25 دقيقة. وفي الدارالبيضاء التي يبلغ عدد سكانها 3.5 ملايين نسمة وتقدر مساحتها ب1032 كيلومترا مربعا يوجد رجل إطفاء واحد لكل7700 نسمة وهناك سيارة إسعاف لكل 125000 نسمة. وسنة 2007 سجلت مديرية الوقاية المدنية بوزارة الداخلية 387483 تدخلا في مختلف جهات المغرب، مقارنة مع 332829 تدخلا المسجلة سنة 2006. كما جرى إطفاء 14324 حريقا عام2007 مقارنة مع 15334 المسجلة سنة 2006، بينما لم يتجاوز عدد الحرائق التي شهدها المغرب سنة 2005 ما مجموعه 13110 حرائق. وأشار مصدر مسؤول بمديرية الوقاية المدنية، التابعة لوزارة الداخلية، إلى وجود برنامج تكويني يمتد من سنة 2008 إلى 2012، يشمل تكوين الأطر وبناء مراكز إغاثة وتوسيع تواجد رجال المطافئ بمختلف الجهات. وقال المصدر ذاته إن 500 رجل إطفاء يوجدون في طور التكوين بثكنة «الشهداء» بالدارالبيضاء يتشكلون من 40 ضابطا و460 ضابط صف. ويشمل برنامج «تكوين الأطر»، المسطر من قبل مصالح الوقاية المدنية بالمغرب، ما بين 2008 و2012 تكوين 2500 إطار، بمعدل 500 شخص في السنة. وأعلنت مصادر مسؤولة بمديرية الوقاية المدنية التابعة لوزارة الداخلية عن برمجة تشييد 140 مركز إغاثة وإحداث 16 فرقة متنقلة للتدخل في غضون 2012