ارتدت مدينة الداخلة حلتها البهية لاستقبال الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للبحر والصحراء, الذي أصبح مع تعاقب الدورات مرآة تعكس الدينامية والنمو اللذين تعرفها جهة وادي الذهب - الكويرة في مختلف المجالات. ويعد هذا المهرجان المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس, على مدى ثلاثة أيام, والذي ستنطلق فعالياته رسميا يوم السبت تحت شعار "الجهوية الموسعة: خيار استراتيجي, حكامة جيدة وتنمية مستدامة", ملتقى للتبادل لإلقاء الضوء على مدينة غنية بتقاليدها الثقافية الجميلة التي تتميز بالانفتاح والدينامية. وتسعى مدينة الداخلة التي تتوفر على بنيات تحتية مهمة للاستقبال وعلى فضاءات طبيعية ساحرة ومتنوعة وتجربة في تنظيم تظاهرات كبرى سابقة, من خلال هذا الموعد السنوي إلى النهوض بالتراث المحلي وتشجيع خلق فضاء للتبادل من أجل تثمين مؤهلاتها الاقتصادية والثقافية في المنطقة. وككل سنة تميز أجواء الاحتفال بهذا الحدث التي تنظمه جمعية البحر والصحراء كل أنحاء المدينة. وفي وسط المدينة, بساحة الحسن الثاني, تتواصل الأشغال لإعداد المنصة الرئيسية للمهرجان. وفضلا عن هذه الساحة تمت تهيئة موقعي المنتزه وأم البوير, وسيستقبل الموقع الأول الذي يمتد على مساحة 21 هكتار, 100 خيمة تقليدية على الأقل تمثل مختلف الجماعات القروية والحضرية بالجهة, في حين سيخصص الموقع الثاني لهواة الرياضات المائية. وبالموازاة مع أشغال التهيئة والتزيين, تم إحداث لجان فرعية للتنظيم, من أجل السهر على ضمان ظروف جيدة للاستقبال والنقل والتواصل والإرشاد, وغيرها من الجوانب الضرورية لإنجاح هذه التظاهرة. ولإشراك جميع الأحياء بالمدينة في الاحتفالات المبرمجة, اختار المنظمون عدة فضاءات وأماكن لاحتضان مختلف فقرات برنامج هذا الحدث الثقافي, بهدف إضفاء إشعاع كبير على المدينة. + مؤهل رئيس للجاذبية السياحية للجهة+ وأكد السيد المامي بوسيف, رئيس مجلس جهة وادي الذهب-الكويرة, في كلمة تقديمية نشرت على الموقع الإلكتروني للمهرجان, أنه "كان لهذا الموعد السنوي, منذ إحداثه, انعكاس كبير على تنمية جهتنا. وبفضل هذه التظاهرة, استقبلنا الكثير من المستثمرين, خاصة في المجال السياحي وحضرنا افتتاح فندقين من الدرجة الرفيعة, فضلا عن تعزيز البنيات القائمة". وتقدم الدورة الرابعة لهذه التظاهرة "واجهة فريدة من مشروع شيد بين البحر والصحراء", كما يشكل "مناسبة لضيوف المهرجان لاكتشاف ثقافتنا وصناعتنا التقليدية , وعاداتنا من خلال معارض للجمال والخيام التقليدية". من جانبه, أشار والي جهة وادي الذهب-الكويرة السيد حميد شبار, إلى أن "الساكنة المحلية, مثلها مثل الشغوفين بالخليج, تتطلع بفارغ الصبر إلى لحظة الالتحام هذه, التي تجمع بين تعبيرات شعبية, وثقافات حضرية, وتميز فني ورياضي", مؤكدا أن هذه الدورة الرابعة تأتي لتؤكد النجاح الشعبي للنسختين السابقتين, اللتين مكنتا الآلاف من ضيوف المهرجان, على الصعيدين الوطني والدولي, من اكتشاف ثقافة أصلية وطبيعة سخية. وعلى غرار الدورات السابقة, سيحضر جمهور الداخلة حفلات فنية ينشطها عدد من الفنانين المغاربة والأجانب كما سيتم الاحتفاء بالأغنية المغربية خلال هذه الدورة من خلال تكريم نجم الأغنية المغربية الفنان عبد الهادي بلخياط . وسيتم تنظيم ورشات لتعليم تقنيات التزلج على البحر لفائدة شباب الجهة, تحت إشراف عدد من مهنيي هذه الرياضة. ويتضمن برنامج هذه الدورة ورشات موسيقية ورياضية للأطفال, ولقاءات موضوعاتية وخرجات ومنافسات وعروض في الركمجة وركوب الرياح. واكتسبت مدينة الداخلة, الغنية بمؤهلات سياحية متنوعة وبموروث ثقافي متنوع, خلال السنوات الأخيرة, سمعة مدينة سياحية بامتياز, كما استطاعت جذب العديد من السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم. وعرفت هذه الجهة, التي تقدر ساكنتها ب 99.367 نسمة, شهدت في السنوات الأخيرة نهضة سريعة في بنياتها التحتية ومشاريع سياحية لفائدة استثمارات كبيرة في القطاع.