بفضل مناخها وشاسعة مجالاتها القابلة للزراعة وتنوع امكانياتها الطبيعية والبشرية، تتوفر جهة مراكش تانسيفت الحوز على كل المؤهلات لكي تكون وعاء حقيقيا للتطبيق الفعال لمخطط المغرب الأخضر ، كأداة للنهوض بالقطاع الفلاحي في شموليته وكذلك للتضامن مع الفلاحة الصغيرة. ولم يعد هناك أدنى شك للتأكيد على الأهمية التي يكتسيها الجانب السوسيو اقتصادي في القطاع الفلاحي بجهة مراكش تانسيفت الحوز ، حيث يتجسد ذلك من خلال مساهمة هذا القطاع بنحو 7 في المائة من الانتاج الداخلي الخام الوطني الفلاحي . ومن بين الدعامات الاساسية للفلاحة على مستوى هذه الجهة هناك الزيتون الذي يغطي نسبة 20 في المائة من المساحة الوطنية، ويساهم ب 10 في المائة من الانتاج الوطني، و70 في المائة من حجم المنتوجات المصدرة من المصبرات ، فيما تغطي شجرة المشمش نسبة 50 في المائة من المساحة الوطنية ، وتنتج 57 في المائة من الانتاج الوطني. وتمثل جهة مراكش تانسيفت الحوز ، كذلك ، ما يوازي 20 في المائة من شجرة الأركان على الصعيد الوطني ، و16 في المائة من المساحة الوطنية للحبوب ، وهي ميزة هامة تبرز أن الأهداف التي حددتها الاستراتيجية الجديدة للفلاحة واضحة وتعزز النجاحات التي تحققت وتمنح الامكانيات لمواجهة التحديات الجديدة للقدرة التنافسية، والانفتاح ، وتقليص الفوارق. وفي هذا السياق، يبدو مخطط المغرب الأخضر أكثر أهمية ، وذلك بالنظر الى استناده الى أربعة توجهات هامة بالنسبة للسنوات المقبلة وهي المساهمة في ضمان الأمن الغذائي، وتحسين دخل المزارعين، وحماية وصيانة الموارد الطبيعية، وإدماج الزراعة في الأسواق الوطنية والدولية. وبالنسبة للمدير الجهوي للفلاحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز السيد محمد هراس، فإن المخطط الجهوي يعتبر ورشا كبيرا يشمل استثمارات تبلغ قيمتها 4ر10 مليار درهم في أفق سنة 2020 ، تمول في اطار شراكة بين الدولة ومنعشين بالقطاع الخاص، من أجل انجاز 141 مشروعا. وأضاف السيد هراس في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ، أن تنفيذ هذه الاستراتيجية يتم بشكل يسمح بمواجهة جميع التحديات المرتبطة بانجاز المشاريع، خاصة تلك المتعلقة بتثمين مؤهلات المنطقة وامكانياتها ، وتحسين وتعبئة الموارد ، وتعزيز الانسجام بين جميع الفاعلين المحليين وتشجيع وتوطيد التنظيم الجماعي. = المخطط رافعة كذلك للفلاحة الصغيرة وعن مكانة الفلاحة الصغيرة في المخطط الفلاحي الجهوي، لاحظ السيد هراس أنها تشكل عنصرا أساسيا في هذه الاستراتيجية الفلاحية الجديدة ، مذكرا ، في هذا الصدد، أن التنمية التضامنية والمستدامة لهذه الفلاحة تبقى خيارا استراتيجيا للوزارة ، لكونها تمكن من إحداث فرص الشغل وقيمة مضافة وخلق الثروة في المناطق النائية والمعزولة. وأضاف أن المديرية الجهوية للفلاحة بمراكش تانسيفت الحوز تسهر على تطبيق المخطط الفلاحي الجهوي، مع انخراطها الفعلي وبشكل عقلاني في الفلاحة الصغيرة للرفع من مستوى المزارعين الصغار وأنظمتهم السوسيو اقتصادية، موضحا أن سبعة مشاريع توجد في طور الإنجاز في هذا المجال. ويتعلق الأمر، بمشروع التنمية المندمجة لأنواع الصبار بإقليم الرحامنة، الذي يرمي الى تثمين المحصول من خلال إحداث وتجهيز سبع وحدات صناعية قادرة على معالجة من 5 الى 8 أطنان يوميا . وسيستفيد من هذا المشروع بعد انجازه 5400 مزارعا، إلى جانب خلق 3800 منصب شغل، وذلك باستثمار يصل الى 170 مليون درهم. أما المشروع الثاني ، فيهم التنمية الفلاحية المندمجة للجماعات القروية أولاد عامر وتيزمارين ولبريكيين التابعة لاقليم الرحامنة، ويهدف الى ترشيد الموارد المائية على مساحة تقدر ب600 هكتار، وتكثيف وتوسيع نطاق زراعة الزيتون والعنب، والخضر، والأعلاف، والصبار، وخلق مجموعات لمربي الأغنام. وذلك باستثمارات تبلغ قيمتها المالية 50 مليون درهم ،على ان يستفيد من هذا المشروع 2500 مزارع . وأوضح المسؤول الجهوي أن باقي المشاريع تهم تطوير انتاج اللحوم الحمراء بعمالة مراكش واقليم الرحامنة، بشراكة مع الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، وتنمية زيت الزيتون باقليم الحوز ( توسيعها على مساحة 2000 هكتار وخلق خمس وحدات للتحويل). وأضاف السيد هراس أن هناك مشروعا آخر لا يقل أهمية يهم دعم التنمية والحكامة الجيدة بالنسبة ل 40 تعاونية لأركان باقليم الصويرة ، باستثمار مالي يبلغ 19 مليون درهم. = علامات المنتوجات المحلية، أحد مستجدات المخطط الفلاحي الجهوي وبخصوص الرفع من مستوى المنتوجات المحلية، ذكر السيد هراس ان جهة مراكش تانسيفت الحوز تحتوي على مؤهلات متنوعة وغنية بالنسبة للمنتوجات المحلية، ملاحظا أن تنوع النظم الإيكولوجية إلى جانب الأساليب التقليدية للمزارعين المحليين أفرزت أنواعا متعددة من المنتوجات. وفي تصور شامل للتنمية القروية المستدامة، فأن مخطط المغرب الاخضر - يضيف السيد الهراس - يولي أهمية كبيرة للتنمية والتنوع وتعزيز جودة المنتوجات المحلية، التي من شأنها أن تخلق ثروة محلية وأن تعمل على خلق فرص العمل وتحسين دخل السكان. = 2010 سنة تنفيذ المشاريع الفلاحية وستعرف سنة 2010 على صعيد جهة مراكش تانسيفت الحوز ، انجاز 32 مشروعا منها 18 مشروعا في اطار الدعامة الاولى باستثمار تصل قيمته الى 8ر 2 مليار درهم، وتتعلق أساسا بالزيتون والحوامض والحليب، بالاضافة الى 12 مشروعا في إطار الدعامة الثانية، باستثمار يصل الى 327 مليون درهم. ومن جهة أخرى ، ستعرف سنة 2010 إطلاق الشطر الأول الخاص ب 10 آلاف هكتار من أجل إعادة تحويل الري السطحي إلى الري موضعي ، وذلك باستثمار يبلغ 420 مليون درهم بتمويل مشترك من وزارة الفلاحة والصيد البحري والبنك الدولي. وبخصوص الجانب المتعلق بالتكوين ، فإن السنة الجارية ستتميز ، كذلك، بانطلاقة مشروع التكوين عن بعد لفائدة 3000 امرأة قروية و1000 طفل (إناث وذكور) من المزارعين بكفلة مالية اجمالية تبلغ 7ر 2 مليون درهم.