انطلقت،صباح اليوم السبت بالرباط،أشغال الندوة الأولى التي تنظمها مؤسسة علال الفاسي بمناسبة مرور مائة سنة على ميلاد الراحل علال الفاسي،حول نشأة الفكر السياسي المغربي وتطوره وتطور الدبلوماسية المغربية ما بين 1910 و2010. وتتوخى الندوة،حسب المؤسسة المنظمة،استعراض الأسس التي قامت عليها الحركة الوطنية والجهود التي بذلت قانونيا وفكريا وسياسيا ودبلوماسيا لمقاومة تذويب الشخصية المتميزة للمغرب،من أجل إعادة قراءة تراث هذه الحركة وتصحيح الرؤية حول حقيقة مفاهيمه وسياقه العالمي والإقليمي. وتتناول الجلسة الصباحية للندوة محور "نشأة الفكر السياسي وتطوره خلال قرن (1910 -2010)" من خلال التطرق لمرتكزات الخطاب الكولونيالي والرد الوطني عليه وكذا تحديات فترة ما بين الحرب العالمية الثانية والاستقلال الوطني في 1956،في حين ستناقش الجلسة المسائية "تطور الدبلوماسية المغربية خلال قرن (1910 -2010)" من خلال الوضع الدولي للمغرب قبيل الحماية والتاريخ الدبلوماسي للمغرب من 1912 حتى الآن والعمل الدبوماسي للحركة الوطنية. واستعرض الأمين العام لحزب الاستقلال السيد عباس الفاسي،في افتتاح الندوة،بعض الملامح الوطنية والعلمية والإنسانية لشخصية الراحل علال الفاسي،الذي اعتبره أحد أبرز رموز ذاكرة النضال الوطني وأعلام الفكر الحديث،قائلا إنه "طبع مرحلة هامة في تاريخ البلاد وساهم في توحيد قوى التحرر آنذاك في إفريقيا آسيا وفي وضع اللبنات الأولى لمنظمة عدم الانحياز". وأضاف السيد الفاسي أن الراحل كان مجتهدا ومجددا فكريا ,تميز بإنتاج موسوعي يعكس بعد نظره،إلى جانب طول باعه في الشعر والأدب وممارسته للصحافة وقدرته على التواصل مع الأجيال،مبرزا أن إنتاجاته لازالت تحظى باهتمام متزايد لدى الباحثين والمهتمين وطنيا ودوليا. كما أشار إلى أن الراحل واصل نضاله وكفاحه الوطني بعد الاستقلال عبر إعداد تصور للمشروع المجتمعي للمغرب المستقل منذ 1951 يعكسه مؤلف "النقد الذاتي"،موضحا أن الراحل كان يؤمن أن الاستقلال الحقيقي لا يتم بجلاء المستعمر فقط وإنما بالعمل على ضمان الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمن الروحي. وأكد أن الراحل علال الفاسي كان حريصا على أن تشرع البلاد بعد الاستقلال في وضع لبنات الصرح الديمقراطي وعلى إشاعة روح التضامن بين فئات المجتمع وجهات الوطن،مستعرضا بعض المزايا الإنسانية والأخلاق والخصال التي تميز بها على المستوى الشخصي. من جانبه،أشار رئيس مؤسسة علال الفاسي السيد محمد بوستة إلى أن الراحل كان في طليعة النخبة المؤسسة للحركة الوطنية وأنه قام بدور رائد في إبداع وتكريس التحولات الفكرية والسياسية والاجتماعية،فضلا عن دفاعه عن قيم الدين والتفاني في حب الوطن والتضحية من أجل استقلاله. وتندرج هذه الندوة ضمن سلسلة من الندوات التي تنظمها المؤسسة احتفاء بالراحل علال الفاسي (2010-1910) والتي تسائل عمل الحركة الوطنية في فترة النضال الوطني ومابعد الاستقلال في مختلف المجالات،من أجل اختبار كيفية تجاوب مبادراتها ومخططاتها مع متطلبات النهضة العامة للمجتمع والدولة. وسيتم في هذا الإطار تنظيم خمس ندوات أخرى خلال 2010 حول "الفكر والنظام الدستوريان المغربيان في القرن العشرين" و"الجهوية وهدف التوازن ووحدة الدولة" و"مئة سنة في تطور الاقتصاد المغربي" وتطور الفكر الديني والتعليم والتربية بالمغرب ما بين 1910 و2010 وتطور الفكر الاجتماعي بالمغرب في نفس الفترة والتطور الثقافي والأدبي بالمغرب في القرن العشرين.