قال المفكر الإسباني دون بيدرو مارتينيث مونطابيث ، مساء أمس الخميس بالرباط ، إن سبب الشعور بتفوق العالم الغربي على الحضارة الشرقية أو على العالم الإسلامي ناتج عن جهل الغرب بالإسلام والمسلمين، داعيا إلى فتح جسر بين هذين العالمين لقيام الحوار والتفاهم. وأوضح المفكر الإسباني التي تم الاحتفاء به من خلال مائدة مستديرة احتضنتها (فيلا الفنون)، أن التفوق لا يعني فقط التفوق التقني والمادي والزمني، بل يشمل أيضا التفوق على مستوى القيم والأخلاق. وخلال هذه المائدة التي نظمها مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات بتعاون مع مؤسسة "أونا" احتفاء بهذا المفكر، اعتبر المتدخلون أن المحتفى به يأتي في مقدمة المستعربين الذين حققوا ثلاث نقلات نوعية في الحقل الجامعي باسبانيا، تجلت الأولى في الدعوة إلى تركيز الجهد العلمي على الاستعراب بعد أن كان الاهتمام منصرفا إلى الاستشراف. وتمثلت القفزة الثانية في نقل اهتمام الدارسين الإسبان من مجال الماضي إلى مجال الحاضر، فيما تجلت الثالثة في العمل على إعطاء الاعتبار للغة العربية كلغة حية بعد أن كان هناك ميل في وقت من الأوقات لتصنيفها من بين اللغات الكلاسيكية، أي الميتة. وأضافت المداخلات أن المفاهيم التي زرعها مارتينيث مونطابيث في الوعي والعمل الجامعيين بإسبانيا، ساعدت على تغيير هذا التيار، وتكوين جيل من الدارسين الذين تخصصوا في الدراسات العربية بتمكن، بعد أن كان الاستشراق الإسباني مشتت الرؤى. كما كف الاستعراب عن أن يكون منصبا فقط على الدراسات الأندلسية، حيث أخذ المستعربون الإسبان الجدد يدرسون أحوال العالم العربي كما هي اليوم. وأكد المشاركون أن تخلي الدوائر الجامعية الإسبانية عن اعتبار اللغة العربية من عداد اللغات الكلاسيكية، حيث بذل الأستاذ مارتينيث مونطابيث في ذلك جهدا مهما، نتج عنه خلق تيار جديد في الجامعة الإسبانية. وقد قدمت خلال هذه المائدة المستديرة شهادات في حق الأستاذ مارتينيث مونطابيث الذي يعتبر من أبرز المثقفين الإسبان المهتمين بدراسة الإسلام والثقافة الإسلامية. حضر هذا اللقاء ثلة من الباحثين والمتخصصين في الأدب الإسباني، من بينهم على الخصوص مدير مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات السيد عبد الواحد أكمير، والأساتذة محمد العربي المساري ونعمة بن عياد وكارمن رويث برافو وسعيد بن سعيد العلوي.