دعا رئيس الجمعية المحمدية لحوار الثقافات وصيانة التراث الحضاري لتارودانت نور الدين صادق، اليوم الأربعاء بالرباط، إلى توحيد مقاربات التدخل في مجال التراث بين كل المؤسسات المعنية لصيانة الموروث الحضاري المغربي. وأبرز السيد صادق، خلال محاضرة حول موضوع "الخصائص العمرانية والمعمارية للمدينة العتيقة بتارودانت : ملاحظات أولية"، أهمية التحديد الدقيق لمفاهيم الصيانة والترميم، ورد الاعتبار، وكل ما يرتبط بها من أشكال التدخل للحفاظ على التراث الأصيل. واعتبر السيد صادق الباحث في التاريخ والآثار، خلال هذا اللقاء الذي نظمه مركز الدراسات التاريخية والبيئية تحت شعار "ملتقيات التاريخ والبيئة"، أن فقدان الموروث الحضاري يؤدي إلى اندثار معالم الذاكرة الجماعية، مشددا على ضرورة بذل مزيد من الجهود للحفاظ على العناصر المعمارية المميزة داخل الحواضر العتيقة. واستعرض السيد صادق أهم المبادئ العمرانية التي حكمت تخطيط وتصميم حاضرة سوس العتيقة : تارودانت، وكذا الخصائص الهندسية والعناصر والتقنيات التي ميزتها، ومدى ملاءمتها لمختلف الأدوار والوظائف التي اضطلعت بها هذه المدينة، وأنماط نشاطها الاقتصادي والحرفي عبر التاريخ. وأوضح أن عبقرية المعماري والمهندس والصانع التقليدي المغربي تجسدت في خلق نموذج معماري وظيفي يعكس قيم المجتمع وثوابته ويستجيب للحاجيات اليومية لسكان تارودانت، مشيرا إلى أنه تم اعتماد الوظيفة كمبدأ عمراني للفصل بين الأحياء السكنية، والتجارية، والإدارية، والعلمية. وأضاف أن الهاجس الأمني كان بارزا في الشكل المعماري للمدينة، وذلك من خلال بناء أسوار عالية، واستعمال الممرات الملتوية ليصعب اختراق المدينة من قبل الأجنبي معتبرا أن أهم ما يميز هذه المدينة هو التوازن بين المساحات المبنية والمساحات الخضراء. واعتبر أن معمار تارودانت يتلاءم مع بيئتها المحلية من خلال ممرات مغطات (الصابة) التي تقوم بوظيفة تلطيف الجو والتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة التي تعرفها المدينة. يشار إلى أن السيد نور الدين صادق يمثل المجتمع المدني في عدد من اللجان الإقليمية من بينها اللجنة الإقليمية لمتابعة عملية ترميم أسوار وأبواب مدينة تارودانت العتيقة، واللجنة الإقليمية لإعداد الدراسة التبريرية لتصنيف التراث المعماري للمدينة. من أعماله المطبوعة "تارودانت من خلال مقيدات محمد بن عبد الرحمان التلمساني (ابن الوقاد)" 1998، و"صفحات من تاريخ الحركة الوطنية بتارودانت" (1999)، و"تارودانت حاضرة سوس .. إسهام متواصل في بناء الدولة المغربية منذ ما يزيد عن 1200 سنة' (2009) .