أكد المشاركون في ندوة علمية حول «صيانة الذاكرة الوطنية والمحافظة على التراث في صلب التنمية البشرية.. متاحف المقاومة وجيش التحرير نموذجا»، يوم الجمعة بالرباط، أن إحداث هذه المتاحف يمثل تجربة رائدة في مجال حفظ الذاكرة والتراث الوطنيين ونشر ثقافة المواطنة. وأبرز المشاركون، في هذه الندوة التي نظتمها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير واللجنة الوطنية المغربية للمجلس الدولي للمتاحف، أهمية الأنشطة الثقافية التي تقيمها هذه المتاحف بشراكة مع مختلف الهيآت والمنظمات، في تعزيز صيانة الذاكرة الوطنية والائتمان عليها، وتعميق الوعي الوطني وترسيخ ثقافة المواطنة الإيجابية لدى الساكنة. وأكد المندوب السامي السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكتيري, في كلمة بالمناسبة، أن ورش إحداث شبكة تضم 16 متحفا موزعا عبر تراب المملكة، يمثل «خيارا استراتيجيا من أجل الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي والهوية الوطنية والمساهمة في التنمية البشرية». وأوضح أن المندوبية تواصل جهودها من أجل إحداث متاحف أخرى في عدد من المدن، كالدار البيضاء وفاس والعيون وطنجة والقصر الكبير، مبرزا أنه، تم لهذا الغرض، إبرام عدد من الاتفاقيات مع قطاعات حكومية والإدارة الترابية وهيآت منتخبة. ومن جهته، استعرض السيد مصطفى توري رئيس اللجنة الوطنية المغربية للمجلس الدولي للمتاحف في عرض حول موضوع «دور التشريع في المحافظة على التراث الثقافي»،أهم القوانين الدولية المتعلقة بمجال حفظ الممتلكات الثقافية, ومنها اتفاقية الأممالمتحدة لعام1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية التي تنص على وجوب حماية الممتلكات المنقولة أو الثابتة ذات الأهمية الكبرى للتراث الثقافي للشعوب. كما ذكر بالقوانين الوطنية المؤطرة لهذا المجال, والتي كان آخرها القانون المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات كما تم تتميمه وتغييره. واعتبر السيد توري أن حماية الممتلكات الثقافية سواء المادية أو الفكرية وصيانتها في متاحف تبقى متوقفة بالدرجة الأولى على الوعي بمدى أهميتها وقيمتها وما تشكله من إرث ثقافي وحضاري للمجتمع ككل, مشيرا إلى أن «»المتحف لم يعد يكتفي بصيانة وحفظ وعرض شهادات الماضي, بل أصبح مؤسسة للتربية والبحث العلمي والمعرفة»». ومن جانبه, أكد محافظ موقع «وليلي»الأثرى السيد رشيد بوزيدي, في مداخلة تحت عنوان «التراث في خدمة التنمية المستديمة»، أن الحفاظ على التراث يمثل رافعة للتنمية المستديمة، وذلك بالنظر إلى الدور الذي يضطلع به في المجال السياحي والحركية الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالمواقع الأثرية والمدن العتيقة وبالمتاحف بكل أنواعها. ودعا السيد بوزيدي إلى النهوض بالتراث وإدماجه في التنمية المستدامة ،وذلك من خلال ترميمه وإعادة تأهيله وتوظيفه وتحويله إلى متاحف تحفظ أصالته وقيمته التاريخية والرمزية. وتميز هذا اللقاء, الذي ينظم بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، بتقديم عرض حول «التوزيع الجغرافي للمتاحف» قدمه محافظ متحف اتصالات المغرب السيد الشرقي الدهمالي، وكذا تنظيم زيارة لأروقة المتحف الوطني للمقاومة وجيش التحرير للتعرف على هذه المعلمة الحاضنة لرصيد الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.