افتتح عبد السلام المصباحي كاتب الدولة لدى وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية المكلف بالتنمية الترابية أشغال الورشة المغاربية حول «ترميم وإعادة الهيكلة للقصور العتيقة في ضوء أنظمة البناء الحديثة» التي احتضنتها مدينة ورزازات يومي 24 و 25 يونيو 2009 تنفيذا لتوصية المجلس الوزاري المغاربي للإسكان والعمران المنعقد في دورته العاشرة بالجزائر من 17 إلى 19 يونيو 2008. وفي معرض كلمته الافتتاحية استعرض كاتب الدولة خصوصيات الموروث المعماري والعمراني الذي تزخر به البلدان المغاربية والذي يشكل قاسما حضاريا مشتركا بينها، موضحا مظاهر التدهور والتلاشي التي تستنزف هذا الموروث، والتي تستدعي التدخل العاجل عبر مقاربة شمولية يتم فيها إشراك كل المتدخلين. وفي هذا الإطار استحضرعبد السلام المصباحي مختلف البرامج والآليات التي تنكب عليها وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية لرد الاعتبار للأنسجة العتيقة، مذكرا في السياق ذاته ببعض محاور التدخل، و المتمثلة أساسا في استراتيجية رد الاعتبار للمدن العتيقة التي تم انجازها بتعاون مع البنك الدولي، ومجموعة من المشاريع الرامية إلى إعادة تأهيل بعض المدن العتيقة، ومشاريع رد الاعتبار للقصور والقصبات بشراكة مع المتدخلين و الفاعلين المحليين. ومن جانب آخر، ركز المشاركون في هذه الندوة المغاربية، التي حضرتها وفود من الجزائر وليبيا وموريتانيا و تونس إضافة إلى المغرب البلد المنظم، على ما لدى كل دولة من تجربة و إمكانيات في مجال ترميم وإعادة هيكلة وصيانة الأنسجة القديمة، وعلى التفكير في سبل التنسيق والتعاون بين الهيئات المغاربية المعنية بعمليات الترميم، بما في ذلك سن التشريعات ودعم الآليات التنفيذية لهذه العمليات، وكذا التفكير في طرق توظيف التراث المعماري لإنعاش الاقتصاديات المغاربية المحلية. كما تدارس المشاركون أساليب تقنين استعمال المواد المحلية وضبط تقنياته، فضلا عن موضوع تكريس النوعية بخصوص الإرث الإنساني الذي تحتضنه الأنسجة العتيقة. وقد توج المشاركون أشغالهم بالتوصيات التالية: 1- تبادل التجارب والخبرات والمهارات فيما يخص برامج رد الاعتبار للأنسجة العتيقة ببلدان الاتحاد؛ 2 - الاهتمام بالتكوين لفائدة مختلف المتدخلين في برامج رد الاعتبار للأنسجة العتيقة؛ 3- إحداث مسالك جامعية متخصصة في رد الاعتبار للأنسجة العتيقة؛ 4- استقبال المركز المغربي لصيانة وتوظيف التراث العمراني الموجود بمدينة ورزازات للمتدربين المغاربيين في مجال رد الاعتبار للأنسجة العتيقة؛ 5- تحويل هذا المركز إلى مركز مغاربي؛ 6- إحداث مؤسسات متخصصة في الترميم ورد الاعتبار للأنسجة العتيقة بدول المغرب العربي؛ 7- تعبئة المؤسسات المالية المحلية والدولية لتمويل برامج رد الاعتبار للأنسجة العمرانية العتيقة؛ 8- إحداث جائزة سنوية مغاربية للمشاريع الناجحة والمتميزة في ميدان الترميم والحفاظ على التراث؛ 9- تحيين وانسجام التشريعات المتعلقة بالتراث المعماري والأنسجة العمرانية العتيقة؛ 10- تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في عمليات الترميم ورد الاعتبار للأنسجة العمرانية العتيقة؛ 11- الاهتمام ببرامج التواصل لتحسيس الساكنة بأهمية المحافظة على الأنسجة العمرانية العتيقة؛ 12 -الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في إعادة تأهيل الأنسجة العتيقة باستخدام أحدث التقنيات. هذا، وعلى هامش أشغال الورشة، تمت زيارة ميدانية لقصر آيت بنحدو، اطلع خلالها المشاركون، وخصوصا الأشقاء المغاربيون على أهم ما أنجز وينجز من الورش المتعلق بترميم وإعادة هيكلة القصر، ومن ثم إبراز جانب من التجربة المغربية في مجال ترميم و إعادة الهيكلة للقصوروالقصبات العتيقة.