أكد أساتذة جامعيون وخبراء ورجال أعمال، مساء أمس الخميس بمراكش، على ضرورة تنزيل مضامين الدستور الجديد إلى أرض الواقع لممارسة ديمقراطية حقيقية. وأضافوا، خلال لقاء تواصلي نظمته، كأول محطة، "قافلة ميد راديو للمواطنة"، مع فعاليات المجمع المدني بالمدينة الحمراء، أن هناك العديد من التساؤلات يتم طرحها حول كيفية تنزيل الوثيقة الدستورية إلى الواقع، من أجل خلق نخب سياسة جديدة ومؤسسات حقيقية لتقوية الصرح الديمقراطي والعدالة الاجتماعية. وأشاروا، في هذا السياق، إلى أنه لا يمكن أن تكون ديمقراطية حقيقية بدون مشاركة أحزاب سياسية وانتخابات ومؤسسات تشريعية وأخرى منتخبة، وبدون مشاركة المواطنين في العمل السياسي وفي العملية الانتخابية برمتها، موضحين أن "العملية الانتخابية لم تعد حقا أو واجبا، بل تحولت إلى مسؤولية وأن المواطن لابد له من معرفة أن صندوق الاقتراع وصوته في هذا الصندوق يعني التحكم والمشاركة في الحسم في مصير البلاد بأكملها". وبعد أن ذكروا بالمقتضيات التي جاء بها الدستور الجديد والمتمثلة، أساسا، في فصل السلط وتوازنها وإرساء دولة الحق والمؤسسات وضمانه لحقوق وحريات الأفراد والجماعات، سجلوا، في هذا الصدد، أن المرحلة تقتضي، في ظل الدستور الجديد، تنفيذ ما هو مقرر ومنصوص عليه في هذه الوثيقة، معتبرين أن المسؤولية تهم الجميع بما فيها الدولة والمواطن والأحزاب السياسية، وأن الديمقراطية ليست فقط مطلبا وإنما هي مسؤولية مشتركة. واستعرض المشاركون في هذا اللقاء التواصلي، مجموعة من القضايا المرتبطة بما بعد مرحلة الإصلاح الدستوري، وقبل مرحلة الانتخابات، مبرزين أن المغرب يتوفر على وثيقة دستورية تم الاعتراف بها على المستويين الداخلي والخارجي، وأن العديد من المراقبين اعترفوا بالمميزات الواردة فيها حيث أضحت نموذجا بالنسبة للعالم العربي. وأشاروا إلى أن هذا اللقاء، الذي شاركت فيه فئات عريضة من الشباب، تمثل مختلف التيارات السياسية والجمعوية، يعبر على أن المواطن المغربي منخرط في هذا المشروع الكبير الذي هو الدستور وفي الإصلاحات السياسية المرتقبة، وأن تنظيمه يتم بمبادرة من إعلاميين، ما يؤكد أن الإعلام يضطلع بدور كبير وبإمكانه المساهمة في تنفيذ مقتضيات الدستور الجديد. واعتبروا أن الدستور الجديد مرتبط بقوانين تنظيمية، يجب أن تعكس الإرادة الحقيقية للمواطن وذلك من خلال تفعيلها من طرف كافة الفاعلين السياسيين وعلى رأسهم الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمواطن، مبرزين، في هذا الإطار، أنه "يجب علينا أن ننجح في ترجمة هذه المقتضيات بشكل ديمقراطي وبشكل يرمي إلى تنزيل المقتضات بطريقة تحقق الرفاهية للمجتمع المغربي وتراعي المصلحة العليا للبلاد". من جهة أخرى، استعرض المشاركون في هذا اللقاء المؤهلات الاقتصادية المتنوعة التي تتوفر عليها جهة مراكش-تانسيفت-الحوز، حيث تمت مناقشة العديد من المواضيع المرتبطة بالاستثمار والسياحة والصناعة، مؤكدين، في الوقت ذاته، أن هذه الجهة يمكن أن تصبح قطبا اقتصاديا مهما على الصعيد الوطني إذا ما تظافرت جهود كل الفاعلين في هذا المجال. يشار إلى أن قافلة "ميد راديو" ستحط الرحال اليوم بمدينة أكادير لمناقشة ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية مع فعاليات المجتمع المدني بمدينة الانبعاث.