يواجه فريق النادي القنيطري لكرة القدم، في الأيام الأخيرة هزات ومشاكل عصيبة من شأنها التأثير على حظوظه في ولوج عالم الاحتراف بالشكل المطلوب واستعادة بريقه وتوهجه الذي أضحى مجرد ذكريات من ماضي هذا الفريق العريق صاحب السجل الحافل بالإنجازات والألقاب. فبالرغم من ماضيه التليد ومساره المتميز، الذي طبع تاريخ الكرة الوطنية، يجد النادي القنيطري نفسه اليوم وسط معركة قضائية ساخنة بين رئيسه حكيم دومو، من جهة، ولجنة تصحيحية من جهة أخرى. وقد اتخذ هذا النزاع أبعادا جديدة بعد أن قرر دومو رفع دعوى ضد باشا مدينة القنيطرة أمام المحكمة الإدارية بالرباط متهما إياه بتجاوز صلاحياته من خلال رفضه الاعتراف بشرعية المكتب المسير الجديد للفريق والذي تم انتخابه في أعقاب انعقاد الجمع العام العادي ليوم 28 يوليوز الماضي بالقنيطرة. في المقابل، تنفي السلطات المحلية، من جانبها، هذه الاتهامات مؤكدة أنها لن تعترف بنتائج اجتماع غير قانوني . وفي أثناء ذلك، تنتظر اللجنة التصحيحية وبعض أعضاء النادي، قرار المحكمة بخصوص طعنهم في شرعية هذا الجمع العام. ويؤاخذ هؤلاء على رئيس النادي ارتكابه سلسلة من الخروقات والانتهاكات للقانون الأساسي للفريق ولاسيما منها الانفراد في إصدار القرارات وعدم احترام القانون خلال دعوة الأعضاء للجمع العام وتغيير مكان وتاريخ انعقاد الجمع من دون إخطارهم خلال الآجال القانونية ولا إخطار السلطات المحلية بذلك ، وتسجيل منخرطين جدد دون فتح لائحة الانخراط إلى جانب منع عون قضائي من حضور أشغال الجمع العام. ويواجه الفريق، الذي عانى خلال الموسم الماضي الأمرين من أجل البقاء ضمن أندية قسم الصفوة وتجنب النزول للقسم الثاني ، في ظل غياب أي حل سريع لهذه الأزمة، مصيرا قاتما يهدد استقراره ويؤثر سلبا على دخوله نظام الاحتراف الذي تم الشروع في تطبيقه مع بداية الموسم الرياضي الجديد ( 2011- 2012 ) . ومما يزيد في إشعال فتيل الأزمة بشكل متزايد، دخول فصيل المشجعين المعروف باسم "حلالة بويز" على الخط، حيث نظموا عدة تظاهرات احتجاجية للمطالبة باستقالة رئيس الفريق، كما هددوا بتنظيم وقفات احتجاجية جديدة وهو ما بات يشكل هاجسا يؤرق مصالح الأمن والسلطات المحلية. هذه الأخيرة التي شكلت ملاذا التجأ إليه أعضاء اللجنة التصحيحية لمطالبتها بالتدخل من أجل إيجاد حل نهائي لهذه الأزمة المتفاقمة . وقد كثفت السلطات المحلية من مبادراتها لتسوية النزاع، ولاسيما من خلال تشكيل لجنة للحكماء تتوخى التوصل إلى تسوية ودية لها. كما اقترحت تشكيل لجنة انتقالية ثلاثية الأطراف تضم أعضاء من اللجنة التصحيحية ومن المكتب المسير الحالي للفريق وكذا لجنة الحكماء للإشراف على تجديد أعضاء النادي والتحضير لعقد جمع عام ينتهي بانتخاب مكتب مسير جديد. وقد أكد حكيم دومو، رئيس النادي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، استعداده لتقديم استقالته من رئاسة الفريق شريطة التأكد من وضعه بين أيادي أمينة، مشيرا إلى أنه وجه بهذا الخصوص رسالة إلى والي الجهة يطالب فيها أيضا بتمكينه من ديونه التي قدمها للفريق والتي بلغت قيمتها 207 مليون سنتيم إضافة إلى مبلغ 233 مليون سنتيم والذي يمثل ديونا استفاد منها الفريق بضمان شخصي منه. واعتبر أن النادي لا يعيش أي مشاكل حقيقية، ذلك "أن مشاكل الفريق هي مجرد مناورات حبكها أشخاص من خارج محيطه وعملوا على نشرها عبر الإشاعات المغرضة" من أجل تأليب الجماهير ضد الرئيس متهما خصومه بمحاولة "زعزعة استقرار المكتب المسير في أفق تعويضه بلجنة مؤقتة". ومن جهتهم، يؤكد المعارضون الذين انتظموا في إطار لجنة تصحيحيه على استمرارهم في سعيهم إلى حين إزاحة دومو من رئاسة النادي القنيطري ومحاسبته على التسيير المالي والمهني للفريق. وفي هذا الصدد، أبرز محمد الفيلالي، منسق اللجنة والعضو السابق في المكتب المسير في تصريح مماثل، أن اللجنة التصحيحية لا تطمح لتولي مقاليد تسيير النادي القنيطري، ذلك أن هدفها الوحيد يكمن في تحديد لوائح أعضاء الفريق بشكل شفاف وتنظيم انتخابات ديمقراطية من أجل اختيار مكتب جديد قادر على قيادة الفريق نحو بر الأمان. ومع ذلك، ومهما كانت حجج وأدلة أي من الطرفين المتنازعين، فإن أكبر خاسر في ظل هذا المناخ الذي يتسم بالتشنج لا يعدو أن يكون فريق المدينة الأول بالرغم من بدايته الطيبة مع انطلاقة الموسم الجديد، ذلك أن الفريق يجد نفسه مهددا في أي لحظة بالتراجع للوراء بسبب الضغط والاضطراب الذي يواجهه اللاعبون والطاقم التقني. وقد أبدى مدرب الفريق عبد العزيز كركاش في هذا السياق قلقه من أن تؤثر الأزمة الحالية على نتائج الفريق، مشددا في أعقاب اللقاء الذي جمع فريقه في نهاية الأسبوع الماضي بالملعب البلدي بالقنيطرة بفريق الاتحاد الزموري للخميسات على أنه يستحيل على أي مدرب الاستمرار في العمل بشكل سليم في ظل هذا الجو المشحون . وكان اللاعبون قد قرروا رفض استئناف اللعب في الشوط الثاني من مباراتهم أمام اتحاد الخميسات احتجاجا على الضغوط القوية وشتى أنواع السب والشتم والأوصاف والنعوت القدحية التي كالها لهم جانب من مشجعي النادي.