دعا المشاركون في ندوة حول "السياحة الجبلية التضامنية باقليمالحوز" اليوم الأربعاء بتاحناوت إلى ضرورة تعزيز هذا النشاط السياحي لكي يتمكن من لعب دوره كاملا ، وذلك بالنظر الى كونه يشكل قاطرة للتنمية المحلية المستدامة. وأضاف المشاركون في هذا اللقاء ،المنظم بمبادرة من المركز المتوسطي للبيئة بمراكش ،بشراكة مع عمالة اقليمالحوز ووكالة التنمية الاجتماعية ،أن إقليمالحوز يتوفر على مؤهلات طبيعية وثقافية وتاريخية وحضارية مهمة من شأنها تمكين وجعل هذا الجزء من التراب الوطني ، وجهة متميزة للسياحية القروية والجبلية التضامنية . ومن جهته أبرز ،عامل إقليمالحوز السيد بوشعيب المتوكل في كلمة ألقيت نيابة عنه ، الدور الذي تلعبه السياحة الجبلية التضامنية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة من خلال توفير مناصب للشغل وتشجيع الاستثمارات المرتبطة بالقطاع الذي يعتبر من القطاعات ذات الأولوية على الصعيد الوطني، مذكرا في هذا الصدد ،بأن الحكومة وضعت استراتيجية لتنمية السياحية القروية من أجل تعزيز وتوطيد النشاط السياحي بالعالم القروي وذلك من خلال إعطاء منظور جديد للاستقبال . وأكد في هذا الاطار ،على ضرورة إحداث بنية تحتية سياحة متنوعة على مستوى الاقليم ، وإيلاء مزيد من الاهتمام للمناطق القروية بشكل عام والمناطق السياحية بشكل خاص وذلك من أجل استقطاب المزيد من السياح ، وتشجيع السياحة بالمناطق القروية التي تحتل بها الجبال مساحات كبيرة. وقال السيد بوشعيب "نحن اليوم وأكثر من أي وقت مضى مطالبين بإدماج البعد البيئي في جميع الأنشطة الاقتصادية وفي التنمية الاجتماعية ، خصوصا وأن هدفنا مشترك ويتجلى في توجيه التنمية الشاملة المستدامة للمناطق الجبلية ، التي لا تزال تتطلب جهودا كبيرة من أجل انجازها " ، مشددا على ضرورة تأهيل العنصر البشري ليتمكن القطاع السياحي من لعب دوره الريادي في التنمية ،خاصة وأن العنصر البشري يعتبر الرأسمال الحقيقي الذي يتوفر عليه الإقليم وقوة دائمة قادرة على خلق الثروات. وأشار في هذا السياق ،الى أنه من أجل وضع استراتيجية متماسكة ومتكاملة على المستوى الجهوي خاصة بالمناطق الجبلية ، يجب خلق مركز جهوي لتكوين وتأهيل المرشدين المختصين في السياحة الجبلية ، والترويج للمنتجات المحلية والتراث الثقافي ، وذلك من خلال الاعتماد على نتائج البحوث العلمية في تنمية السياحة ، الى جانب تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة والعمل على خلق مدارات سياحية جديدة . ومن جانبه شدد السيد عبد السلام السمرقندي رئيس المركز المتوسطي للبيئة بمراكش ، على تشجيع السياحة الجبلية التضامنية في إطار مشروع "المشي التضامني بالمغرب" ، الذي يستفيد من دعم وكالة التنمية الاجتماعية ومقاطعة فوكلوس بفرنسا ، مذكرا أن هذا المشروع الطموح يتم انجازه على اعتبار أن المغرب من الدول الأولى بجنوب البحر الأبيض المتوسط التي استقبلت هذا النوع من السياحة. أما المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية السيد عبد الواحد بوعياد فأشار ،الى أن هذا المشروع يكتسي أهميته كونه يقوم على التقارب بين الهدف السياحي ومحاربة الفقر وذلك من خلال الانفتاح على المناطق القروية وتعزيز قدرات دخل الساكنة المحلية وتحسين جودة الخدمات السياحية . ومن جانبه اعتبر السيد جان بابتيست لاناسبيز ممثل مقاطعة فولكوز بفرنسا أن السياحة بشكل عام ليست مجرد نشاط اقتصادي بسيط بل هي أداة حقيقية للحوار بين الشعوب وتفاعل ثقافي وانفتاح على حضارات أخرى .