اهتمت افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء بمواضيع مختلفة، في مقدمتها، الاستعدادات للاستحقاقات التشريعية المقبلة، واتفاق الصيد البحري بين المغرب و الاتحاد الأوروبي. وهكذا، كتبت صحيفة (ليكونومسيت) ان الأحزاب السياسية التي توجد حاليا في الساحة السياسية منكبة على إعداد برامجها الانتخابية. واعتبر كاتب الافتتاحية انه "بات من اليقين أن مقاربة اعداد البرامج ستتطور الى درجة أن تأخذ مكانة هامة ضمن مقاربة الحملة الانتخابية، ويتوقع الملاحظون على أن يركب السياسيون على الاحتجاجات الاجتماعية ليظهروا انهم يستمعون لنبض الشارع". وأضاف أن "تقديم الوعود الانتخابية أمر جيد، لكن يتعين الوفاء بالالتزامات"، مشددا على أن "الهوة كبيرة جدا بين الخطاب والممارسة". وتابع "لقد سبق أن عاينا أحزابا تقدم برامج محكمة بدون ان تعمل على إنجازها أو أتقدم أجوبة عن ذلك، وبالتالي فان مصداقيتها هي التي تتلقى ضربات موجعة، لأن لا أحد يريد أبدا أن يظل سادجا". من جهة أخرى، تناولت صحيفة (لوسوار إيكو) في افتتاحيتها اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزة أنه كل ما جاء موعد تجديد الاتفاق مع أوروبا، "إلا وتكررت نفس المسرحية". وأكدت "إنها مهزلة، لا علاقة لها بالقواعد الأساسية لسياسة جوار جدية، لكونها تعمل فقط على إهدار الكثير من الطاقات لتمكين مجموعات صغيرة من تبرير وجودها". وحول الحراك الاجتماعي والسياسي الذي يشهده المغرب، كتبت (بيان اليوم) أن البلاد تركض اليوم لتحارب الفساد والمفسدين، ولتبني مؤسسات سياسية قوية وذات مصداقية، ولتكرس ممارسات ديمقراطية حديثة ومنتظمة في إطار القانون، ولتعد شروط ربح رهانات التنمية والتقدم والتحديث. وأكد صاحب الافتتاحية أن كل هذه الحراكات تتطلب التواجد في الميدان مع الشعب وإلى جانبه، وتتطلب وضوح الرؤية والهدف والاسلوب، وتتطلب نفس النضال العراك والقبول باليمقراطية كما هو متعارف عليها دوليا، مشيرا إلى أن الاقتصار على ممارسة الإسقاطات بما فيها تلك التي تمتح من الجوانب والمشاعر الباتولوجية، "فذلك ليس من مطالب شعبنا الذي يتلطع اليوم الكثيرون للحديث باسمه وبما يريد". أما صحيفة (رسالة الأمة) ، فقد شددت على أن فلسفة التغيير والإصلاح كما سار على نهجها المغرب منذ أن اختار الديمقراطية والمقاربة الشتاركية بكل ما تستلزمه من مؤسسات منتحبة وأحزاب متعددة وصحافة حرة وحريات مكفولة، لا يمكن إلا أن تدفع إلى الثقة في هذا الاختيار والمشاركة في استكمال حلقاته وإقالته من تعثراته، والمبادرة في اتجاه ترقيته، لا تقزيمه واعتراض سبيله ومقاومته. وأبرزت أن من يبادرون إلى رفض مطلق وتشكيك دائم في الاختيارات المشروعة للأمة يسيرون في اتجاه مضاد لتاريخ ثورات التحرير والبناء في نبل أهدافها وغاياتها ومقاصدها الإصلاحية لمواجهة الجمود والطغيان والإقصاء والتهميش. وخلصت إلى أن الأمة، دولة مجتمع، تريد التغيير والإصلاح بالجميع ومع الجميع، وتضع من خلال مؤسسات التشارك وبنيات الحوار قواعد هذا التبادل والتفاعل، مؤكدة أنه ليس ممكنا وقد انطلقت مسيرة هذا التغيير أن يلتفت إلى شعارات تحمل دعوته، وقد صمت آذانها عن سماع إيقاعه، أو رؤية تقدمه وخطواته. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لوبينيون) في افتتاحية تحت عنوان (الإصلاحات) أنه منذ اعتلاء صاحب الجلالة للعرش، انخرط المغرب في أوراش بنيوية هامة، مشددة على أن التقدم الذي حققه المغرب لا يمكن إنكاره، "مدعما في ذلك، ووفقا لما أكده والي بنك المغرب في تقريره الأخير، بالمبادرات المؤسساتية والإصلاحات السياسية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك". وهذه الإصلاحات، تشكل حسب السيد الجواهري "مكتسبات هامة لبلدنا، ستسمح له بإجراء قفزة نوعية في قائمة البلدان السائرة في طريق النمو". وبالنسبة لصاحب الافتتاحية فإن "الإصلاحات التي قامت بها الحكومة، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة، ستمكن بلادنا من تحقيق تطور ملموس على طريق التقدم والتنمية البشرية المستدامة".