تم اليوم الاثنين بالرباط تنظيم أمسية أدبية خصصت لتقديم النسخة العربية لمؤلف الكاتب الإيطالي اليهودي الأصل بريمو ليفي "سي ستان أوم" (لو كان رجلا)، وذلك بمبادرة من مشروع علاء الدين ووزارة الشؤون الخارجية الفرنسية. وأجمع المشاركون في هذه الأمسية، التي نظمتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمعهد الثقافي الفرنسي بالرباط، على أهمية المؤلف، الذي تمت ترجمته إلى اللغة العربية، كشهادة ذات قيمة تاريخية لا تقدر بثمن لبريمو ليفي، أحد الباقين على قيد الحياة من معسكر أوشفيتز النازي. وأكد السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة، في كلمة خلال هذا اللقاء، الذي حضره دبلوماسيون وجامعيون ومثقفون وشخصيات أخرى من عالمي الإعلام والثقافة، على ضرورة كشف الحقيقة التاريخية، داعيا إلى الدفاع عن القيم الكونية للعدالة والسلام والحرية وإعلائها ضدا على على اللاتسامح والعنصرية. وبعد أن سلط الضوء على الأهمية التاريخية التي يكتسيها مؤلف الكاتب الإيطالي، شدد على ضرورة مواجهة الجهل والأحكام المسبقة. وأكد السيد أزولاي أن التطلع إلى العدالة والتضامن أمام معاناة الغير أمر مألوف أيضا بالنسبة للمغرب، البلد العربي والمسلم مثلما هو كذلك بالنسبة للجميع ولكافة الثقافات والديانات مذكرا بالدور التاريخي والنموذجي لجلالة المغفور له محمد الخامس الذي عارض بشجاعة ونكران ذات قوانين فيشي العنصرية. وتمحورت مختلف التدخلات، وخاصة تدخلات سفير فرنسا بالمغرب السيد برونو جوبير وسفير إيطاليا بالرباط السيد أومبيرتو لوتشيسي بالي ورئيسة مشروع علاء الدين، حول القيمة التاريخية لعمل دي بريمو ليفي القائم على احترام الحقيقة التاريخية ونقل المعرفة. كما دعوا إلى تحسيس الأجيال الجديدة بقيم التسامح والعدالة والحرية من أجل محاربة أشكال سوء الفهم بين الشعوب والدفاع عن الحقيقة التاريخية وتشجيع الحوار وخاصة بين اليهود والمسلمين. وأكد المتدخلون على ضرورة استمرار الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل تشجيع سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. ويحكي "لو كان رجلا" قصة أسر المؤلف (من مواليد سنة 1919 - باحث في الكيمياء) من 26 فبراير 1944 إلى 27 يناير 1945 في معسكر أوشفيتز. ولم يصبح هذا المؤلف، الذي صدر في الأصل عن دار نشر إيطالية صغيرة، الأكثر مبيعا على الصعيد العالمي إلا بعد مرور عشر سنوات على صدوره. وكان مشروع علاء الدين قد أطلق رسميا يوم 27 مارس 2009 تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بحضور العديد من الشخصيات السامية على الصعيد الدولي.