في خطوة غير مسبوقة، قررت الخارجية الفرنسية تنظيم نشاط ثقافي، يفترض أن تكون المكتبة الوطنية بالرباط احتضنت أشغاله أمس الاثنين، حول قراءة في كتاب للكاتب اليهودي الإيطالي بريمو ليفي، أحد الناجين من محرقة «الهولوكوست»، التي أحرق فيها آلاف اليهود من طرف أدولف هتلر في ألمانيا النازية. والمثير في هذا النشاط الثقافي، الذي تقف خلف تنظيمه وزارة الخارجية الفرنسية والمكتبة الوطنية المغربية بتعاون مع السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الإيطالي ومركز علاء الدين، أنه يأتي احتفاء ب»ذكرى اليوم العالمي لمحرقة «الهولوكوست» التي تتزامن مع ال27 من يناير المنصرم»، وفق ما جاء في نص الدعوة التي توصل بها المدعوون إلى هذا النشاط. وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن هذا النشاط هو بمثابة خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني، الذي يواصل جرائم التقتيل في حق الفلسطينيين بكافة فصائلهم، قال مسؤول من المكتبة الوطنية إن هذا النشاط يرمي في المقام الأول إلى التأكيد للعالم على أن المغرب كانت له مواقف مشرفة في التعامل مع مواطنيه من اليهود عندما كان هؤلاء يحرقون في أفران النازية، مشيرا في هذا السياق إلى أن «الراحل محمد الخامس خصص حماية استثنائية لليهود المغاربة أثناء الحرب العالمية الثانية ورفض تسليمهم إلى النظام النازي الألماني». وقال مصدرنا إن هذا النشاط، حتى وإن جاء في سياق ذكرى محرقة «الهولوكوست»، فإن هذا لا يعني أن المغرب يساند الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ويفترض أن يكون حضر هذا النشاط كل من السفير الفرنسي بالرباط برونو جوبير والسفير الإيطالي أمبيرتو لوكشيزي وإدريس خرزو، مدير المكتبة الوطنية. ويحمل كتاب بريمو ليفي عنوان «وماذا لو كان رجلا»، الذي يدور حوله هذا النشاط، أشهر كتاب في القرن العشرين، والذي يحكي فيه صاحبه عن تجربته الشخصية في معتقلات هتلر أثناء الحرب العالمية وعن أعمال الرعب التي عاشها اليهود في هذه المعتقلات قبل إحراقهم. ويفترض أن يكون هذا اللقاء شهد عرض فيلم عن الكاتب بريمو ليفي ومداخلات حول سيرته ألقاها كل من إدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية، والأستاذ الفيلالي الأنصاري قبل أن يختم هذا النشاط بنقاش مفتوح مع الجمهور. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الستين، اتخذت لأول مرة في تاريخها قرارا اعتمدته بالإجماع بالرغم من تحفظات بعض الدول العربية، يقرر أن تعلن الأممالمتحدة يوم 27 يناير يوما دوليا سنويا لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود (الهولوكوست). وكانت إسرائيل هي التي قامت بتقديم مشروع القرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما عارضته مصر التي دعت إلى «ضرورة أن يكون اليوم العالمي لهذه الذكرى لكل ضحايا الإبادات الجماعية، وألا يقتصر على الضحايا اليهود فقط».