تنكب ثلة من الخبراء العرب خلال ملتقى انطلقت أشغاله اليوم الأربعاء بالرباط على بحث ظاهرة الزلازل والكوارث الطبيعية في العالم العربي . ويتوخى الملتقى الأول لخبراء الزلازل والمخاطر الطبيعية بالوطن العربي ، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين على مدى ثلاثة أيام، الوقوف على الحقائق العلمية والجغرافية والجيولوجية الخاصة بالدول العربية وتبادل الخبرات والمعلومات بين الهيئات والمراكز المكلفة برصد ودراسة الزلازل والمخاطر الطبيعية. وأبرز مدير المعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط السيد أحمد الحسني، في كلمة خلال افتتاح الملتقى أن الطبيعة الجيولوجية للمنطقة العربية متمركزة على مسارات وأحزمة زلزالية نشطة وحديثة العهد تتميز بحركية زلزالية دائمة مثل منطقة الصفيحة العربية وخليج عدن والبحر الأحمر والسلاسل الألبية من جبال الريف والتل والأطلس بالمغرب العربي . من جانبه، أوضح رئيس المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه أن الموقع الطبيعي والجيوفزيائي للعالم العربي أثر إلى حد بعيد في توسعه العمراني المتمركز في شريط يكاد يوازي أو يتطابق مع خط الزلازل المتجه من مدينة أكادير غربا إلى خليج العقبة شرقا. وأضاف إنه في ظل تعاظم تحديات المخاطر الطبيعية في المنطقة العربية أصبح من الواجب على الدول العربية التنسيق في ما بينها وطرح الحلول المناسبة لمعضلة الكوارث الطبيعية عن طريق بلورة استراتيجيات مندمجة وتنفيذ دراسات فنية مبينة على المعرفة الجيو علمية الهادفة إلى التصدي أو التخفيف من حدة هذه المخاطر. وشدد على ضرورة توحيد الجهود والتعاون بين العلماء المختصين في الزلازل بالوطن العربي ومؤسسات المسح الجيولوجي والهيئات العلمية وشبكات الرصد والمراقبة ومراكز البحث بغية التوصل إلى اعتماد مقاييس ومعايير في تشييد المساكن والمرافق تكون أكثر مقاومة لمخاطر الكوارث الطبيعية. ودعا رئيس المنظمة إلى تشكيل لجنة فنية تضم ممثلين عن الهيئات والمراكز المكلفة برصد ودراسة الزلازل والمخاطر الطبيعية بالدول العربية لإعداد مقترح إنشاء شبكة عربية للرصد الزلزالي والكوارث الطبيعية. ومن جهته، أكد المدير العام المساعد بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو) السيد مختار أحمد على ضرورة نشر ثقافة مواجهة الزلازل وتدريسها في المؤسسات التعليمية بالعالم العربي وتطوير القدرات الرصدية للزلازل وتصميم مباني مقاومة للزلازل والتخطيط والتاهب للكوارث الطبيعية. وستتواصل أشغال هذا اللقاء بمناقشة عدة مواضيع تهم على الخصوص " النشاط الزلزالي في المغرب وسبل التخفيف من مخاطره" و"الأخطار الجيولوجية والكوارث الطبيعية" و"الدول العربية والمحطات النووية".