أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مؤخرا مؤلفا يؤرخ للمسار الإعلامي المتميز للراحل المهدي بنونة، تحت عنوان "سيرة وحياة علم شامخ من أعلام الحركة الوطنية وجيش التحرير الفقيد المهدي بنونة". ويتضمن الإصدار المخصص لمراسم تأبين الفقيد المهدي بنونة الذي يعتبر رائد الحركة الوطنية والوحدوية في شمال المغرب ومن الرواد الاوائل الذين ساهموا بوافر من البذل والعطاء في التأسيس للإعلام المغربي باقة من الكلمات والشهادات والإفادت تناولت جوانب وزوايا من هذه الشخصية الوطنية الرائدة والمثالية في الوطنية الإيجابية. كما ينقل مقالات وكتابات بقلم المرحوم سبق أن نشرها في عدة منابر إعلامية ومعزز بدعامات وصور تشهد على تاريخ الفقيد. واعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، في تقديم للكتاب، الفقيد "رائد الحركة الوطنية والوحدوية في شمال المغرب ومن الرواد الأوائل الذين ساهموا بقسط وافر من البذل والعطاء في التأسيس للإعلام المغربي. وكان يعامل الأجيال الجديدة بمنتهى التعاطف والتوجيه والرعاية وعيا وإدراكا منه، رحمه الله، أنهم هم من سيواصل حمل المشعل من بعد جيله من الرعيل الأول للحركة الوطنية والتحريرية". وإلى جانب إصداره وتأسيسه وتسييره لعدة صحف مغربية، ظل الإنجاز المهني الأكثر بروزا في مشواره الإعلامي الطويل والحافل بالمنجزات إنشاؤه لوكالة المغرب العربي للأنباء كشركة أهلية مساهمة سنة 1959، الأمر الذي عكس الحضور الدائم والأبدي للبعد المغاربي في فكر المهدي بنونة والذي تجلى بوضوح في إصراره على دعم طموحات وتطلعات المشروع المغاربي. وواصل في هذا السياق مساره الإعلامي بالمساهمة في تأسيس وكالات الأنباء في تونس وليبيا والجزائر والسنغال ومالي، وكذا وكالة أنباء منظمة المؤتمر الإسلامي، إيمانا منه بأهمية دعم كل المبادرات الإعلامية في إفريقيا والمغرب العربي والعالم الإسلامي. وأسدى الأستاذ المهدي بنونة وأدى أدوارا كبيرة، حسب السيد الكثيري، بفضل نشاطاته الدؤوبة واتصالاته العديدة وعلاقاته الوطيدة في الحركة الوطنية وفي المقاومة وجيش التحرير عبر نضاله وكفاحه لإسماع صوت الوطن والدفاع عن قضيته داخليا وخارجيا. وكان الفقيد سنة 1947 على موعد مع محطة بارزة في حياته بتأسيسه "مكتب الحركات الاستقلالية لبلدان شمال إفريقيا" بنيويورك. وكان المهدي بنونة أيضا رجل دبلوماسية وتربية وتعليم وفكر، ورجل نضال وطني حقوقي ونقابي، أسهم في تأسيس لجنة الدفاع عن المغرب الأقصى بالقاهرة، وفي ممارسته للتعليم بمدينة تطوان، مسقط رأسه، وفي إنشاء نقابة العمال التابعة لحزب الإصلاح الوطني. كما شاهد وسجل وحضر العديد من الأحداث والمواقف السياسية والوطنية. كما اتجه منذ وقوع زلزال أكادير سنة 1960 نحو العمل الإنساني الاجتماعي عبر انخراطه في منظمة الهلال الأحمر المغربي، قبل أن يصبح رئيسها. ازداد المرحوم المهدي بنونة سنة 1918 في تطوان وتدرج في تكوينه التعليمي من المدرسة الأهلية بتطوان إلى مدرسة النجاح بنابلس بفلسطين، لينتقل إلى القاهرة سنة 1936 حيث درس الحقوق والصحافة وباشر عمله كصحفي حينها في جرائد شهيرة كالأهرام. وألف المهدي بنونة عددا من الكتب، منها "مغربنا: القصة الحقيقية لقضية عادلة" بالإنجليزية، و"المغرب...السنوات الحرجة". وتوفي يوم 23 مارس 2010 بالرباط وشيع جثمانه بتطوان.