اختتمت أمس الأحد الدورة الخامسة لمهرجان "تورتيت" الذي احتضنته مدينة إفران، جوهرة الأطلس، على مدى أربعة أيام بتتويج الفائزين في مختلف أطوار مسابقات صيد سمكة (الترويث) والرماية على الصحون ورياضة التسلق. وجرت أطوار (الترويث) بنهر توزكيت قرب إفران، وتنافس فيها أزيد من 60 مشارك من مختلف الأعمار، وتمكن الفائزون من اصطياد أسماك تراوح طولها بين 40 و50 سنتمتر، فيما أقيمت مسابقات الرماية على الصحون بمنطقة ترميلات خارج مدينة إفران وتميزت بمشركة عدد من نوادي الرماية بالمنطقة. أما منافسات تسلق الأشجار فأجريت بمنتجع مشليفن وعرفت إقبالا وتفوقا كبيرين لفئة الصغار، والتي كانت المسابقة فرصة لهم لإظهار مهاراتهم في هذا النوع من الرياضات التي تتميز به منطقة إفران. أما برنامج اليوم ما قبل الأخير لمهرجان "تورتيت" إفران الدولي، الذي نظمته جمعية "تورتيت" للتنشيط الثقافي والسياحي والرياضي والمحافظة على تراث المدن الجبلية تحت شعار "الطبيعة في ملتقى الثقافات"، فكان حافلا ومتنوعا تتبعه حسب القيمين على هذه التظاهرة جمهور زاد عن 40 ألف شخص، رغم "تخلف وزارة الثقافة عن الوفاء بالتزاماتها في دعم هذا الحفل". وكانت أقوى لحظاته تكريم ثلاثة من أبناء المدينة هم الشاعر الأمازيغي لحسن بومية والإعلامي محمد عابد والفنان التشكيلي سعيد خمليش. وجمعت هذه الأمسية بين الفرجة الفنية الأصيلة مع فرقة "عبيدات الرما العزارة" من خريبكة، التي أخذت على عاتقها مسؤولية الحفاظ على هذا المروث الشعبي، والأغنية الأمازيغية مع اثنين من روادها الفنان، عبد الواحد الحجاوي ابن ابن قرية مولاي بوعزة بالأطلس المتوسط، الوفي لأسلوبه البسيط، وحدو أعارب أحد أبناء إفران الذي تربى بين غاباتها ووديانها حيث كان يقلد ما كان يسمعه من أغان على أثير الإذاعة، ثم الموسيقى الشبابية والشعبية مع موس ماهر وسعيد الصنهاجي. يشار إلى أن الطبعة الخامسة من مهرجان "تورتيت" إفران الدولي، الذي يصنف كواحد أهم التظاهرات الفنية بالمملكة، تميزت حسب المنظمين ببرنامج متنوع راعى كل الأذواق والفئات، من خلال حفلات موسيقية أحياها نخبة من الفنانين والفنانات المرموقين كعبد العالي الغاوي، وسعيدة شرف، وحجيب، والستاتية إضافة إلى لوحات فلكلورية من فن الركادة، وعبيدات الرمى، والتراث الموسيقى الأمازيغي مع كل من أوسيدي وأومكيل، وإحداث حديقة حيوانات مصغرة، وورشات للشعر والإبداع الفني لأطفال المخيمات الصيفية بالمنطقة عبر إشراكهم في رسم أجمل لوحة تشكيلية نعبر عن طبيعة إفران، وتطمح جمعية تورتيت لتنمية الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والمحافظة على تراث المدن الجبلية، كما أوضح رئيسها السيد عبد القادر العشني، إلى جعل المهرجان، الذي ينظم بتعاون مع عدد من الفعاليات، تقليدا سنويا يسهم في تنشيط المشهد الثقافي بجوهرة الأطلس إفران، ومناسبة للتعبير عن الهوية بكل تلاوينها، يلتئم فيها المبدعون في كل المجالات.