تظاهرة فنية تحتفي بالكلمة واللون والإيقاع محطات فنية موسيقية من بلدان متعددة، غنية بالإيقاعات والألوان، معارض تشكيلية، مسابقات في القنص والصيد، تسلق أشجار الأرز «Accro cèdre«، سباق الدراجات، وورشات تربوية حول البيئة وأنشطة أخرى متنوعة، تتراوح بين الثقافة والرياضة والترفيه. لعل هذا وبكثير من الإيجاز هو مضمون برنامج الدورة الخامسة من مهرجان تورتيت إفران الدولي، الذي تنظمه جمعية تورتيت للتنشيط الثقافي والفني والمحافظة على تراث المدن الجبلية، وتمتد فعالياته مابين 20 و 24 يوليوز في مدينة إفران بمشاركة العديد من الفنانين نذكر من بينهم فرقة كارلكس من الهايتي الفنانة المقتدرة سعيدة شرف، عبد العالي الغاوي، الستاتي ، الستاتية، الصنهاجي، الفرقة الجزائرية البوكاد وفنان الراي الشعبي الحسني البركاني عبيدات الرما، إلى جانب الفنانين الأمازيغين حدوا أعراب، أومكيل، والفنان أوسيدي ولتجسيد البعد البيئي الذي يسعى المهرجان لترسيخه سينظم معرض للقطب الطبيعي يتضمن أروقة للتعاونيات والجمعيات تبرز المؤهلات الطبيعية والسياحية للمنطقة إلى جانب تنظيم ندوات علمية حول البيئة ومعارض للفن التشكيلي بمشاركة أزيد من 30 فنان. كما ستجرى مسابقة في الرسم يشارك فيها أطفال المخيمات الصيفية والجمعيات المحلية. وذكرت مصادر أن بعض الغموض قد رافق انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان تورتيت الدولي لإفران، و ذلك بسبب الأوضاع المادية التي زعزعت بيت الجمعية المنظمة منذ انعقاد الجمع العام لإعادة هيكلتها قبل ثلاثة أشهر إذ لم تتمكن من الوقوف عن وضعية صندوقها المالي لعدم تقديم إيضاحات من المكلف مهمة الأمانة بالجمعية سيما بعد أن سجلت على الحساب المالي بعض الملاحظات ومنها مديونية ناهزت 70 مليون سنتيم عن الدورة الرابعة للمهرجان، و لم تطمئن قلوب المنظمين بعض الشيء إلا ما بعد الاجتماع المنعقد الأحد الأخير حيث حضره أمين الجمعية بعد سلسلة من الاجتماعات الماراطونية لبقية أعضاء الجمعية الذين احتاروا من أمر غياب الأمين لمعرفة الغلاف المالي المتوفر لضمان سير الدورة الخامسة من المهرجان. و أضافت نفس المصادر أن المديونية المترتبة على المهرجان في دورته الأخيرة، كانت وراء تراجع عدد من الشركاء هذا الموسم عن دعم المهرجان الذي كان من قبل يستغرق أسبوعا كاملا و لا تقل ميزانيته عن 240 مليون سنتيم مقابل الغلاف المالي المتوفر حاليا والذي لا يتجاوز 110 مليون سنتيم مما دفع بالمنظمين إلى تقليص مدة المهرجان الى 4 أيام و بالتالي يطرح معه تساؤل حول مستقبل مهرجان تورتيت الذي يراد له أن يكون دوليا بعد أن سجل حضورا متميزا في سابق دوراته حتى أضحى من ابرز المهرجانات الصيفية بالمغرب إذ وحسب تصريح لرئيس الجمعية أن مهرجان تورتيت جاء في المرتبة 3 بالنسبة للمهرجانات الوطنية المقامة الصيف الأخير... لقد رسخ مهرجان تورتيت إفران الدولي خلال الدورة الماضية موقعه كتظاهرة فنية كبيرة في المشهد الثقافي الوطني، احتلت مكانتها اللائقة ضمن حركة المهرجانات الفنية ببلادنا. ومنذ دورته الأولى، وسنة بعد أخرى، ما فتئ المهرجان يمضي بخطو واثق نحو ترسيخ ثقافة موسيقية راقية ومنفتحة على حوار ثقافي متنوع وخصب. وتؤكد فقرات برنامج مهرجان تورتيت أن الموسيقى، بما هي لغة كونية، تتخطى الاختلافات وتلغي الحدود، ووسيلة لمخاطبة المشترك الإنساني، وتضييق الهوة بين الشعوب، وتدعيم قيم المحبة والسلام.. رغم المشاكل المذكورة سالفا والتي صار يتخبط فيها المهرجان، ستتميز ليالي إفران، أشهر منتجع سياحي لعشاق السكينة والطبيعة، بسهرات فنية كبرى تحييها مجموعات دولية وأخرى وطنية. المدينة ومؤهلاتها وارتباطها بالعديد من الدلالات والرموز في متخيلنا الجمعي كمغاربة،لا شك يفترض بالضرورة وجود مهرجان كبير ومتنوع يتأسس على أقطاب أو محاور متعددة: الفن والثقافة، الطبيعة، السياحة والبيئة. لأن ترسيخ ثقافة وقيم الحوار، لا يتم فقط عن طريق التعبير الشفوي وإنما بمختلف الوسائل الإبداعية سواء الريشة والألوان أو الإيقاعات والأوزان، وهذا ما يعطي لمثل هذه المهرجانات أبعادا متعددة من بينها فك العزلة والتعريف بالتراث وبالثروات المتوفرة ما يسهم دون شك في خلق حراك تنموي يشكل الثقافي والإبداعي حوافزه، لأن للكلمة واللون والإيقاع سلطة وآليات للتغيير والتطور. وحسب جمعية تورتيت للتنشيط الثقافي والفني والمحافظة على تراث المدن الجبلية فان المهرجان يهدف إلى تقوية البعد السياحي والبيئي والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والموروث الثقافي المحلي، من خلال مجموعة من الأنشطة الثقافية والرياضية والندوات الفكرية والسهرات الفنية، التي تحتضنها العديد من الفضاءات الرائعة التي تزخر بها المنطقة، ومنها الفضاءات التي تستقطب العديد من الزوار المغاربة وأبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج.