احتضنت مدينة ساو باولو البرازيلية،أمس الأربعاء، ندوة دولية حول سبل ضمان حق الطبقة العاملة البرازيلية والأجنبية في عمل لائق خلال الأشغال والتحضيرات ذات الصلة بتنظيم مونديال 2014 وأولمبياد 2016 بالبرازيل، وذلك بحضور وفود نحو ثلاثين بلدا، بينها المغرب. ومثل المغرب في هذه الندوة، التي نظمها الإتحاد العام للشغالين بالبرازيل، تحت شعار "مونديال 2014 وأولمبياد 2016: عمل لائق وفرص شغل تراعي الحفاظ على البيئة"، وفد من الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، يقوده الكاتب العام للإتحاد، السيد حميد شباط، إلى جانب سفير المملكة ببرازيليا، السيد محمد الوفا. وناقش المشاركون في هذه الندوة، التي عرفت حضور وزير الشغل البرازيلي، كارلوس لوبي، أوضاع العمال والعاملات المساهمين، بشكل مباشر أو غير مباشر، في التحضير للتظاهرتين الرياضيتين العالميتين القادمتين، وسبل ضمان حقهم في فرص شغل ينسجم مدخولها مع حجم الأرباح التي تحققها الهيئات الأولمبية والمؤسسات الراعية والشركات المسؤولة عن بناء الملاعب من وراء مثل هذه التظاهرات. وأبرز المشاركون أن الطبقة العمالية البرازيلية ليست وحدها معنية بهذا الحق، بل أيضا نظيراتها الأجنبية، بالنظر إلى الموارد التي توفرها مثل هذه التظاهرات الرياضية في الخارج، لاسيما بالنسبة لقطاعات النقل الجوي والبث التلفزي وصناعة الألبسة والأدوات المتربطة بالاحتفالية المرافقة لهذه التظاهرات. كما شدد المتدخلون في هذا اللقاء على ضرورة عمل البلد المستضيف لهاتين التظاهرتين الرياضيتين، البرازيل، على خلق فرص شغل تراعي الحفاظ على البيئة وكذا حقوق الطبقة العاملة البرازيلية، لاسيما المادية منها، والعمل أيضا على الحد من انعكاسات الأزمة المالية العالمية في هذا المجال. وتم، على هامش هذه الندوة، إطلاق "الحملة الوطنية للعب النظيف" بالبرازيل، والتي تروم تعزيز الشفافية في إنجاز المشاريع، بما يضمن حقوق الطبقة العاملة واستفادتها من عمل لائق يتماشى والمكاسب التي تحققها المقاولات والمصانع، بشكل مباشر أو غير مباشر، من وراء تنظيم التظاهرتين الرياضيتين العالميتين، لاسيما المشتغلة منها في قطاعي البناء والنسيج. وتندرج هذه المبادرة في إطار دعم جهود "الحملة العالمية للعب النظيف"، وهي تحالف دولي تشارك فيه العديد من المنظمات غير الحكومية والهيئات النقابية الدولية، مثل اتحاد النقابات العالمي والإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب، والإتحاد الدولي للعاملين في صناعة الغزل والنسيج والجلود، ويروم الدفاع عن حقوق العمال وتحسين ظروف اشتغالهم في هذه القطاعات. يشار إلى أن هذه الندوة قد نظمت عشية انعقاد المؤتمر الثاني للإتحاد العام للشغالين بالبرازيل، الذي سينظم بمدينة ساو باولو من 14 إلى 16 يوليوز الجاري، بحضور وفود عن منظمات نقابية تضم نحو 7 ملايين عامل، وكذا ممثلين عن المركزيات النقابية من حوالي ثلاثين بلدا، لا سيما من أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة وإسبانيا والمغرب وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال وكينيا وتركيا.