أنصتت ريشة الفنانة التشكيلية المغربية فاطمة الحجاجي في معرضها الذي افتتح، مساء أمس الأربعاء برواق محمد الفاسي بالرباط، إلى نبض الغابة، لتظل وفية لتيمة الطبيعة التي اشتغلت عليها منذ بداية مسارها الفني. وكما ظلت وفية للطبيعة في هذا المعرض، الذي يحتوي على حوالي 30 لوحة، والذي اختارت له عنوان "نداء الغابة"، تواصل هذه الفنانة العصامية وفاءها للأسلوب الانطباعي، ولكن هذه المرة ب"تجريدية خاصة" كما يقول عنها الفنان والباحث التشكيلي عفيف بناني. وترسم الحجاجي "الغابة" في كل حالاتها وفصولها، غضبها وفرحها ، استغاثتها وهدوؤها أيضا، وتحيل العناوين التي اختارتها الفنانة لمعظم لوحاتها إلى ذلك ومنها "نسيم الأمل" و "نظرة الخراب" و "غضب الأشجار" و " لانهائية الغابة" " وانعكاس". وتقول الحجاجي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش المعرض إن لوحاتها تشكل بالفعل "انعكاسا لكل ما نعيشه اليوم من مشاكل إيكولوجية وتقلبات مناخية"، وبالتالي فهي "صرخة" مغلفة بنوع من الحزن البادي في مجمل لوحات الحجاجي. وتسير الألوان التي اشتغلت عليها الحجاجي في هذا الاتجاه أيضا ، فهي عاشقة للألوان الباحثة عن الحرية والانطلاق ولكن الحزينة كذلك كما غابتها التي تهيم بها، ف"اللون الداكن حاضر بقوة" في هذا المعرض كما تؤكد الفنانة ، وهو القادر أكثر على التعبير عن "معاناة الغابة". وتلعب الفنانة، في محاولة لإيصال رسالة استغاثة الغابة على ثنائيتي "الظل والضوء"، و"الصورة والتيمة" التي تصب في خدمة فكرة اساسية راودت الحجاجي في عملها من الانتقال من مجرد رسم للطبيعة في حالة "جمالها" إلى مرحلة "معاناتها". ويفسر الفنان التشكيلي والباحث المغربي عفيف بناني مؤلف "معجم الفنون التشكيلية" في تصريح مماثل للوكالة، بأن فاطمة الحجاجي، كانت ترسم الطبيعة ب"أسلوب انطباعي مفهوم" إلا أنها انتقلت الى "أسلوب تجريدي خاص بها "، مبرزا أن هذا الانتقال تم ب"ذكاء". وقال إن هذا الذكاء يتجلى ،بالخصوص، في "استعمال الألوان" وهي التي تتمتع ب"موهبة خاصة في ابتكارها"، هذه الموهبة الناتجة عن المراس الطويل بتيمة الطبيعة وعن "الهدوء النفسي " أيضا يوضح عفيف بناني. وسجل بناني أن المتتبع للمسار الفني لفاطمة الحجاجي لا بد أن يلاحظ ، أن قراءة لوحاتها تستوجب أخذ مسافة كافية من اللوحة، فهي تشتغل ب"نزاهة" وترسم بتلقائية لهذا لا بد من قراءة أعمالها بالقلب لا بالعين فقط. وسبق للفنانة فاطمة الحجاجي أن عرضت أعمالها منذ 1998، داخل المغرب وخارجه.