اختتم عرض موسيقي وفني حول ملحمة الإسكندر الأكبر، أمس الاثنين، سفر الأنغام بمهرجان "ليالي المتوسط" المنظم منذ الخميس الماضي بمدينة طنجة تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وبرعت الفرقة الإسبانية "8 كو 80" في تقديم عرض "الإسكندرية : رؤية جانبية" والذي ضم فقرات غنائية ومقاطع مسرحية ووصلات راقصة مستوحاة من الأساطير المنسوجة حول الإسكندر الكبير وبعض الأحداث التاريخية المرتبطة به. وعبر الرقص وحركات رقصة الفلامينكو الشهيرة الممزوجة بإيقاعات تقليدية مستوحاة من التراث الفني العالمي، حكت المجموعة الإسبانية مسار جيوش الإسكندر الأكبر، الذي انطلق من مسقط رأسه بمقدونيا لغزو العالم وتحقيق حلمه ببناء إمبراطورية كبيرة تجمع الشرق بالغرب وتنصهر فيها كل ثقافات العالم. وحظيت هذه السهرة الختامية بإعجاب كبير من طرف الجمهور الذي حج إلى منصة العرض بقصر مولاي عبد الحفيظ (قصر المؤسسات الإيطالية)، كما لقيت إشادة دولية في مختلف المدن التي عرضت بها منذ تقديمها لأول مرة بالدورة ال` 16 لمهرجان إشبيلية للفلامينكو. وأصبح مهرجان "ليالي المتوسط"، الذي تنظمه جمعية "طنجة الجهة للعمل الثقافي" موعدا فنيا للاحتفاء بروائع الانتاجات الفنية العالمية، وخاصة بحوض البحر الأبيض المتوسط، عبر تنظيم لقاءات وسهرات للبحث عن التقاطعات الفنية للثقافات والحضارات الكونية. وضم برنامج المهرجان، المنظم بشراكة مع المعهد الفرنسي للشمال وولاية طنجة تطوان، عدة سهرات افتتحتها مجموعة "ناس الغيوان" برئاسة عضوها المؤسس وموسيقييها الكبير عمر السيد وتقديم مجموعة من روائعها ك`"الصينية" و"فين غادي بيا أخويا" و"نحلة شامة" و"غير خذوني". كما أحيت مجموعة "سلام الأطلس" سهرة تجسد تجربة فنية فريدة نتاج اندماج موسيقي بين الأنغام العريقة لجبال الأطلس ممثلة في الرايسة فاطمة تابعمرانت مع إيقاعات عصرية من أداء الفرنسي "دجيز" ومغني الراب المغربي خالد مقدار والراقص توفيق الزيدو. كما تميزت هذه الدورة بمشاركة عازف القيثار والمغني المالي أفيل بوكوم وعازف، البيانو الكبير اللبناني وسيم صبرا يرافقه على العود الفنان المغربي سعيد الشرايبي، واللذين أبدعا في إيجاد التقاطعات بين التراث الموسيقي العربي الأندلسي والمشرقي.