أحيت مجموعة ناس الغيوان، أمس الخميس بمدينة طنجة، حفلا باهرا في افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان "ليالي المتوسط" المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأطربت المجموعة، برئاسة عضوها المؤسس وموسيقييها الكبير عمر السيد، الجمهور الغفير الذي حج إلى منصة العرض لإعادة استكشاف مجموعة من روائع ناس الغيوان، ومن بينها "الصينية" و"فين غادي بيا أخويا" و"نحلة شامة" و"غير خذوني". وتجاوب الجمهور مع الإيقاعات والأغاني الخالدة لمجوعة ناس الغيوان والتي أبدعتها خلال سنوات السبعينات واستلهمت مجموعة منها من الإيقاعات والابتهالات الأصيلة، التي تنهل من التقاليد الموسيقية والصوفية المغربية. ولم تخلف المجموعة، التي رأت النور بالحي المحمدي بالدار البيضاء، الموعد مع جمهور المهرجان لبث الحماس الموسيقي الممزوج بعمق الكلمات، وهي الأغاني التي وجد فيها عشاق الغيوان رمزا ثقافيا وشعبيا يجهر باسم المغاربة. ونال ناس الغيوان شهرتهم بفضل الكلمات القوية والمفعمة بالدلالات والرموز والاستعارات، مرفوقة بإيقاعات آلات موسيقية تقليدية (الكمبري، الطبيلا، البندير، السنيترا) بالإضافة إلى اللحن الذي يزاوج بين مجموعة من الأنواع الموسيقية (العيطة، الملحون، غناوة). وأكدت جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي، المنظمة للمهرجان، على أن خص ناس الغيوان بالحفل الافتتاحي يعتبر تكريما لمسار هذه المجموعة التي عرفت كيف تنقل موسيقاها بين الأجيال وأنتجت مجموعة من روائع الموسيقى المغربية. ويضم برنامج المهرجان، المنظم بشراكة مع المعهد الفرنسي للشمال وولاية طنجة تطوان، سهرات تحييها كل من مجموعة "سلام الأطلس"، وهي تجربة فريدة نتاج اندماج موسيقي بين الأنغام العريقة لجبال الأطلس ممثلة في الرايسة فاطمة تابعمرانت مع فناني معاصرين من بينهم الفرنسي "دجيز" ومغني الراب المغربي خالد مقدار والراقص توفيق الزيدو. كما ستتميز هذه الدورة بمشاركة عازف القيثار والمغني المالي أفيل بوكوم وعازف البيانو الكبير اللبناني وسيم صبرا، يرافقه على العود الفنان المغربي سعيد الشرايبي، واللذين سيبدعان في إيجاد التقاطعات بين التراث الموسيقي العربي الأندلسي والمشرقي، وسيختتم المهرجان فعالياته مع سهرة للمغنية والراقصة الإسبانية إلينا كاراسكال بعنوان "الإسكندرية".