الرباط على إيقاع موسيقى العالم وألوان من كل الأطياف تتواصل فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان «موازين» عبر 9 منصات في أحياء العاصمة الرباط، منذ انطلاقه الجمعة الماضية، حيث أحيت الفنانة السورية ميادة الحناوي أولى السهرات. فيما نجحت المغربية أسماء المنور والعراقي كاظم الساهر في استقطاب جمهور مغربي إلى منصة حي النهضة، في ثاني ليالي الشرق السبت . وشهدت المنصات الكبرى لمهرجان موازين في ثاني ليلة تقاطرا متزايدا للجمهور لتتبع العروض الشرقية والغربية والمغربية والإفريقية. ويدخل موازين دورته العاشرة كأضخم مهرجان في المجال الموسيقي في العالم العربي بحسب النقاد لنجاحه في استقطاب النجوم العرب والعالميين. وبمناسبة المهرجان مهرجان موازين تم يوم الأحد الماضي بالرباط, ولأول مرة, تقديم مشروع إبداعي جديد خاص بالأغنية الغيوانية شارك فيه الفنانون, الجزائري صافي بوتلة والأمريكي فكتور ووتن والمغربية سعيدة فكري. ويستعيد هذا العمل الفني, الذي أنجز بمبادرة من جمعية «مغرب الثقافات», جزءا كبيرا من تراث مجموعة ناس الغيوان بشكل جديد يبدعه الموسيقي الجزائري صافي بوتلة, وتشارك فيه المغنية سعيدة فكري, المقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية وفيكتور ووتن, أحد أكبر عازفي (الباس) في العالم. وأدى هؤلاء, اخلال نفس اليوم بمنصة المنزه يعقوب المنصور بالرباط, في إطار هذا العمل الفني, أغاني «فين غادي بيا خويا» و»الصينية» و»يابني الإنسان» و»غير خودوني» و»ماهموني» و»الماضي فات». وبخصوص هذا المشروع, الذي استغرق إنجازه حوالي سنة, أكد صافي بوتلة, أنه حافظ على روح الموسيقى الغيوانية وقوتها وكلماتها التي تتغنى بالعدالة, وتربت عليها أجيال بكاملها, مع إضفاء لمسات حديثة. وقال, إن هذا العمل «ليس مزجا», فالأغنية الغيوانية خاطبت العالم وما زالت بقوتها الشعرية, معبرا عن رغبته في أن يبادر المشرفون على العمل بتنظيم جولة لهذا المشروع ببلدان المغرب العربي. من جانبه قال عميد مجموعة ناس الغيوان عمر السيد, إنه رفض الفكرة في البداية, خاصة بعد اشتغال المجموعة ولمدة 43 سنة على آلات بسيطة كالسنتير والبندير (...), إلا أنه اقتنع بعد جلسات مع الفنانين الأمريكي والجزائري, مشددا أن هذ العمل «تجربة», إلا أن ناس الغيوان ستحتفظ بأسلوب عملها الذي ساهم في إرسائه الراحلين بوجمعة أحكور (بوجميع) والعربي باطما. وأضاف أن أغاني ناس الغيوان «تنويرية وإنسانية», ويدخل هذا المشروع في إطار إيصال صوت المجموعة إلى أكبر عدد من الأذواق خاصة الشباب. من جهة أخرى تميز يوم أمس بالحفل الكبير الذي أحياه المغني البريطاني يوسف اسلام الذي توارى كليا عن الأضواء ما بين سنتي 1977 و 1985, ليعود بعد ذلك لكن بالاقتصارا على الأناشيد الدينية. وينبغي الانتظار حتى عام 2006 ليسجل أخيرا ألبوما جديدا, قبل أن يشرع في جولة عالمية عام 2010 وعبر المطرب البريطاني عن سعادته بالمشاركة في في إطار فقرات الدورة العاشرة لمهرجان موازين معتبرا أن رسالته هي «السلام», وأنه ينوي أن يغني بعض الأغاني التي تذكر الناس بالرسالة التي كان دائما يسعى إلى نشرها..رسالة السلام والتفاهم» من أجل جعل هذا العالم أفضل. من جهة أخرى أحيا المغني البريطاني, روجير هودسن, مساء الأحد بمسرح محمد الخامس بالرباط, حفلا موسيقيا أدى خلاله أروع أغاني مجموعة «السوبر ترامب» رفقة الجوق السمفوني الملكي تحت قيادة المايسترو أولغ ريفيتش. وقبل استهلاله للعرض, حيا هودسن, مؤسس ومؤلف مجموعة السوبر ترامب, عشاقه من جمهور الدورة العاشرة لمهرجان موازين, الذين حضروا بكثافة للاستمتاع بأغاني تعود بهم في سفر فني إلى زمن السبعينات. وعلى مدى ساعتين انسجم فيها هودسن مع الجوق السمفوني الملكي, استمتع الجمهور بروائع السوبر ترامب مثل «دريمر» (الحالم), «بريكفاست ان أميريكا» (افطار في أمريكا) و «ايفن دا كوايتست ماومنت» (لحظات السكون). وبين الأغنية والأخرى, كان هودسن يتفاعل مع الجمهور ليحكي قصصا وأحاسيس مرتبطة بكل أغنية, إذ عبر الفنان البريطاني, الذي غنى رفقة العديد من الأوركسترات في مختلف أنحاء العالم, عن اعجابه ببراعة موسيقيي الجوق السمفوني الملكي, مضيفا أن حصة تدريبية واحدة كانت كافية لإخراج حفل من هذا العيار إلى الوجود. وقال الفنان, الذي تبرع في السنوات الأخيرة بحقوق أغانيه لمساعدة ضحايا إعصاري التسونامي وكاترينا, أن مهرجان موازين يعتبر مناسبة لبناء جسور التفاهم بين مختلف الثقافات, معتبرا أن هذا الحدث الفني الكبير يرضي جميع الأذواق من خلال دعوته لفنانيين يمثلون مشارب فنية مختلفة. وتحدث هودسن بحنين حول آخر زيارة له للمغرب قبل 40 سنة, قائلا أن «الغنى» هو الكلمة التي تعبر عن التنوع الثقافي والعمق الحضاري وطبيعة هذا البلد. كما اعتبر المتتبعون أطلالة الفنانة المغربية أسماء المنور والعراقي كاظم الساهر في السهرة الثانية من مهرجان موازين؛ من أنجح اللحظات بالنسبة لعشاق الغناء العربي حيث ظهرت لمنور مرتدية القفطان المغربي، وغنت المنور في الحفل ألوانًا غنائيةً مغربيةً مختلفةً من شمالي، راي، شعبي، وعصري، وسط تفاعل جماهيري كبير مع إطلالتها، التي امتدت لساعة من الزمن، قبل أن تترك المسرح للفنان العراقي كاظم الساهر، الذي أدى بدوره مختارات من أغانيه، ليختتم الحفل بأداء مشترك لأغنية «محكمة». وكانت الحفلة شهدت إقبالا كبيرًا؛ حيث بلغ عدد الجمهور الحاضر 50 ألف متفرج. وقدمت الفنانة المغربية في السهرة أغنية «وهران رحتي خسارة» للفنان الجزائري الشاب الخالد، وأغنية «سيدي حبيبي»، وأغنية «يا بنت بلادي» للفنان الشعبي المغربي الراحل عبد الصادق شقارة، كما أدت أغنية خليجية بعنوان «خاينة»، كما قدمت برفقة الفنان العراقي كاظم الساهر دويتو «محكمة». أما بالنسبة للبرمجة وبخصوص العروض الفنية مساء يومه الثلاثاء سيكون جمهور المهرجان على موعد مع حفل jحييه الفنانة اللبنانية نوال الزغبي بمنصة حي النهضة ، فيما ستؤدي المجموعة الأمريكية ( ايرث ويند أند فاير) أجمل أعانيها التي تعود الى زمن الموسيقى الجميل بمنصة السويسي. هذا، وسيكون عشاق الطرب المغربي مساء اليوم أيضا بمنصة سلا على موعد الفنان جبارة ومجموعته اضافة الى المعلم الكناوي مصطفى باقبو، ومع الفنانة التونسية صونيا مبارك بدار الفنون ، أما بموقع شالة الأثري فسيلتقي جمهور المهرجان مع الفنان الهندي أرشد علي خان. وبفضائي المنزه وأبي رقراق سيحمل الفنان الافريقي بابا وينبا ومجموعة بلايين فور تشينج، عشاق الفن الايقاعية إلى عوالم موسيقية ملونة.