اعتبرت الصحف الوطنية الصادرة اليوم السبت أن الاستفتاء الدستوري لفاتح يوليوز، الذي عرف مشاركة مكثفة للمغاربة، قدم درسا حقيقيا في المسؤولية المواطنة. هكذا كتبت صحيفة (العلم) في افتتاحيتها أن "نعم" التي ملأت أفواه ملايين المغاربة وأطرتها القوى الديمقراطية كانت نعم "وطنية" بما للكلمة من معنى، لأن الدستور الحالي اختلف عن جميع الدساتير السابقة بأنه كان مقنعا سياسيا ودستوريا. وأكد صاحب الافتتاحية على ضرورة الحرص على التطبيق السليم والفوري لجميع مقتضيات الدستور، "لأن الأمر لا يتعلق بنياشين سنزين بها صدورنا، ولكن بقانون أسمى ينظم التعاقد بين الحاكمين والمحكومين". وأبرز أنه بهذا الدستور الديمقراطي، وبفضل إرادة ملك إصلاحي ديمقراطي شجاع، أخذت البلاد موقعها إلى جانب الدول الديمقراطية، مشيرا إلى أن المغاربة معتزون بهذا الإصلاح الجذري العظيم، لكنهم لا يخفون تخوفهم وقلقهم، لأنهم يريدون الآن ضمانات حقيقية. وتحت عنوان (كنا في الموعد)، أكدت صحيفة (الاتحاد الاشتراكي) أن موعد يوم أمس كان من "درجة عالية الأهمية في تطور بلادنا السياسي والمؤسساتي والدستوري"، مشددة على البناء بما يتطلبه من جرأة وصبر وثبات يبقى هو المعركة القادمة، مستندا إلى شرعية شعبية حقيقية وعلى دعامة ديمقراطية. واعتبرت أنه "ما يزال أمامنا مجهود كبير وعمل مضن لكي ينزل الدستور إلى أرض الواقع ويتحول إلى بنيات دالة ملموسة، ولها من القوة المادية التي تقنع الشارع المغربي أنه قطع مع أشياء كثيرة من الماضي". وفي ركنها من (صميم الأحداث)، كتبت صحيفة (الأحداث المغربية) أنه بعد نتيجة الاستفتاء سيبدأ العمل الجديد، حيث سيتابع المغاربة باهتمام كيفية تنزيل هذا النص الدستوري المتطور، وكيفية تفاعل الطبقة السياسية مع ما أتى به من جديد، وكيف ستحترم الدولة كل التزاماتها. واعتبرت أن معركة كبرى ابتدأت الآن، إذ أصبح لدى المغاربة نص دستوري توافقت عليه أغلب القوى الحية في البلد، معربة عن الأمل في "ألا نخلف الموعد مع مستقبل بلد بكامله يريدنا أن نكون عند حسن الظن وعند جميل الاعتناء". ومن جانبها كتبت صحيفة (الصباح) أن المغرب خطا يوم الاستفتاء خطوة أخرى نحو بناء دولة الحداثة السياسية وتعدد الهوية الثقافية بالتصويت على دستور جديد بجيل جديد من الإصلاحات السياسية والدستورية، معتبرة أنه بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء فإن المنتصر الحقيقي في معركة الإصلاح هو الوطن أولا والشعب أخيرا، لأنه يستحق كل هذه التحولات، وهو الذي حافظ على الاستثناء المغربي، وأعطى الدروس للآخرين بأن الإصلاح قد يتحقق دون فوهة مدافع ولا احتلال الشوارع. واضافت أن الدستور الجديد يؤسس لعلاقات جديدة بين السلط ويعيد الاعتبار لهوية الإنسان المغربي بتعدد روافدها، مشيرة إلى بناء وطن جديد بدستور جديد لن يتحقق إلا بعقليات مختلفة تماما عن تلك السائدة اليوم. ومن جهتها ، كتبت صحيفة (المنعطف) أن الشعب المغربي يصوت على أول دستور يكرس الديمقراطية التشاركية ويؤسس للمغرب الجديد، مؤكدة أن هذا الحدث ينضاف، بلا شك، إلى المناسبات الخالدة في ذاكرة الشعب المغربي التي تؤرخ لانعطافاته الكبرى نحو الدمقرطة والبناء المؤسساتي، والتي اختارها في سياق التحولات. أما صحيفة (رسالة الأمة)، فقد أبرزت أن دستور العهد الجديد ينال ثقة المغاربة، إذ رغم الحرارة المفرطة فقد تم تسجيل إقبال شعبي مكثف على مكاتب التصويت، مضيفة أن المغاربة برهنوا أمس عن حس وطني كبير من خلال المشاركة المكثفة والتصويت لفائدة الدستور الذي لمسوا فيه تجسيدا كبيرا لمطامحهم وتطلعاتهم. وتحت عنوان (والآن ما العمل)، كتبت صحيفة (بيان اليوم) أن المهمة الأولى لما بعد الاستفتاء ملقاة على عاتق الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والباحثين وأيضا وسائل الإعلام، وذلك من أجل استعجال قضايا الإصلاح السياسي وإعداد الاستحقاقات المقبلة ضمن رؤية تغييرية مرتكزة على حاجة الدستور الجديد إلى مؤسسات جديدة وإلى نخب وكفاءات جديدة وكذا إلى ممارسة سياسية وانتخابية وبرلمانية جديدة. وأكد صاحب الافتتاحية على ضرورة الإقدام على المزيد من الإجراءات والتدابير لتعزيز الثقة بشأن الملفات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأيضا الحريات وحقوق الإنسان والإعلام وتخليق الحياة العامة. وفي سياق متصل، كتب صحيفة (ليبيراسيون) تحت عنوان (مشاركة مكثفة وأجواء هادئة: المغاربة يقدمون الدليل على مسؤليتهم المواطنة) أن الناخبين، رجالا ونساء، قدموا بكثافة للتعبير بشكل حر عن اختيارهم. وأضافت أن الناخبين أعربوا عن مواطنة فاعلة تعكس عزمهم على إيصال مسيرة التنمية إلى بر الأمان، وكذا على أن يكونوا في طليعة أولئك الذين اختاروا أن يكونوا في الموعد مع التاريخ، من أجل تعزيز المشروع المجتمعي الحداثي الذي ينشده جميع المغاربة. ومن جهتها، اعتبرت يومية (البيان)، في افتتاحية تحت عنوان (رمزية التصويت)، أن الشعب المغربي أضحى يتوفر على إطار دستوري بجيل جديد من الإصلاحات التي تضع البلد في وضع مريح لرفع التحديات التنموية الكبرى. وأضافت أن جلالة الملك قام بمبادرة رمزية قوية عندما قام بواجبه كمواطن ليتوجه للإدلاء بصوته بخصوص الدستور الجديد، مشيرة إلى أنها طريقة أعرب من خلالها جلالة الملك عن قناعته العميقة بأن المغرب انخرط بشكل نهائي في منطق المؤسسات والحكامة الجيدة والمواطنة. وأكد صاحب الافتتاحية أنها "التفاتة ملكية تؤكد على ضرورة انضمام الفعل إلى العمل في هذه المعركة الكبرى من أجل بناء مغرب الغد". وبالنسبة لصحيفة (لوماتان الصحراء المغرب العربي)، فإن المواطنين، بجميع فئاتهم العمرية، كانوا في الموعد للقيام بواجبهم الوطني والتصويت على الدستور الجديد المطروح على استفتاء فاتح يوليوز. وأبرزت أن هذا الموعد سيظل محفورا في ذاكرة كافة المغاربة، مشيرة إلى أنه بالرغم من درجة الحرارة المفرطة التي تم تسجيلها خلال هذا اليوم، فإنها لم تثن الناخبين الذين توجهوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع.