أشادت (شبكة الليبراليين العرب)، أمس السبت بالعاصمة الأردنية عمان، بالإصلاحات السياسية والدستورية التي يشهدها المغرب. وقالت الشبكة في ختام أشغال ورشة عمل في موضوع " الليبرالية والعدالة الاجتماعية والحريات الدينية في العالم العربي"، شارك فيها ممثلو أحزاب ومنظمات ليبرالية من ثمانية بلدان عربية، إن "الإصلاحات الدستورية المزمع طرحها في المغرب على الاستفتاء الشعبي، تُعتبر تقدما جيدا في مسار الدولة المدنية الحديثة". وأكدت الشبكة في ختام هذه الورشة، التي نظمتها على مدى يومين بالتعاون مع (منتدى الفكر الحر) بالأردن و (مؤسسة فريدريش ناومان) الألمانية، أن ما يشهده المغرب يمثل "ثورة دستورية" تضعه في صدارة البلدان العربية على صعيد الإصلاحات. وقال السيد لحسن الحداد من حزب(الحركة الشعبية)، إن الورشة التي نظمت بالتزامن مع الحراك الذي تشهده عدة بلدان عربية، جاءت لتطرح سؤالا عريضا حول مدى مساهمة الفكر الليبرالي في إيجاد أجوبة للأسئلة التي يطرحها الشارع العربي، والمرتبطة بالشفافية ومحاربة الفساد والتسلط والفقر وغياب الحرية وقضايا المساءلة والمحاسبة. وأوضح السيد الحداد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الورشة شكلت مناسبة لعرض التجربة المغربية التوافقية، المتمثلة في التجاوب مع هذه الأسئلة والقضايا بطريقة هادئة وأكثر سلمية، وكذا مع مطالب الشارع في إطار من التوافق والنقاش المفتوح. وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في الورشة أوصوا، على الخصوص، بنشر الفكر الليبرالي وفق خطاب يراعي خصوصيات كل بلد عربي على حدة، معتبرين أن التغيرات الحاصلة في العالم العربي "ربيعا مشرقا" يدل على وعي ويقظة الشعوب العربية كما أوصوا بضرورة المحافظة على هذه المكتسبات، محذرين من استغلال بعض التيارات السياسية لها وتنفيذ أجندات خاصة بها . وتناولت الورشة، التي عرفت مشاركة ممثلي أحزاب ومنظمات ليبرالية من الأردن والمغرب والسعودية ولبنان وفلسطين وتونس ومصر والجزائر، محاور "الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، متناقضان أم وجهان لعملة واحدة"، و"العلمانية أو الدولة المدنية، مفاهيم حول العلاقة بين الدين والسياسة في العالم العربي"، و"كيفية التعامل مع التطرف الديني على نحو ليبرالي". وشارك من المغرب في الورشة، بالإضافة إلى السيد الحداد، كل من السيدة فاطمة الضعيف( الحركة الشعبية) والسيدين حسن عبيابة وأحمد عوينتي من حزب (الاتحاد الدستوري). يذكر أن (شبكة الليبراليين العرب)، التي تأسست سنة 2008، تهدف إلى إيجاد إطار جهوي لتبادل الأفكار بين الليبراليين في العالم العربي، حول القضايا المرتبطة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والرفع من مستوى عيش المواطن العربي وتأهيله وتطوير قدراته.