قال السيد علي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب اليوم الاثنين بالرباط إن الدينامية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعلت من البيئة عنصرا أساسيا في التنمية المستدامة. وأوضح السيد الفاسي الفهري في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لورشة عمل مغربية ألمانية نظمها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتعاون مع شبكة الشراكة المائية الألمانية (جيرمان ووتر بارتنرشيب)، حول موضوع " الشراكة في مجال الماء"، أن المغرب يشهد دينامية في المجال البيئي بفضل إطلاق المشروع المغربي للطاقة الشمسية، وكذا النقاش حول الميثاق الوطني للبيئة. وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتي في وقت ملائم لتعزيز استراتيجية المغرب في مجال التزويد بالماء الصالح للشرب والتطهير، في إطار مقاربة للتنمية المستدامة تندرج ضمن الدينامية التي يشهدها المغرب في مجال البيئة. وسجل أن اللقاء يشكل مناسبة لتبادل التجارب بين الخبراء وأصحاب القرار وكذا ممثلي المانحين، بخصوص مواضيع تكتسي أهمية وستكون محور الورشات، تتعلق ب"تحلية المياه مقرونة بالطاقات المتجددة"، و"تصفية مياه الأمطار وتدبير الفيضانات" و"التكوين وتعزيز القدرات". ونوه بنموذجية الشراكة المغربية الألمانية في مجال البيئة عموما والماء على الخصوص، مضيفا أن الهدف من اللقاء يتمثل في المضي قدما نحو تنمية مستدامة لتدبير الماء وضمان تعاون فاعل ودائم بين المغرب وألمانيا، وتطوير الاستراتيجيات في مجال الماء الصالح للشرب وتعزيز القدرات، ومسجلا أن 46 محطة لتصفية المياه أصبحت عملية. من جهته، أبرز سفير ألمانيا بالمغرب السيد أولف دييتر كليم أن مجال المياه والتطهير السائل شكلا محور التعاون المغربي الألماني في التنمية البيئية، موضحا أنه يتم تطوير استراتيجيات للتدبير المندمج بشكل منسق، من أجل الاستجابة للحاجيات في مجال تدبير الموارد المائية. واعتبر أن ألمانيا التي تعد رائدة في مجال تدبير الموارد المائية، بإمكانها تقديم الكثير للمغرب، باعتباره شريكا يربطه تعاون وثيق بألمانيا. وفي تقديم حول التعاون المغربي الألماني في مجال الماء، قال السيد بيرند ميهلهورن المكلف بالشؤون الدولية والأوروبية في مجال تدبير الماء، إن انخراط المغرب في استراتيجية تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يعد مهما ويفتح آفاقا جديدة لتدبير الموارد المائية. وأشار إلى أن المغرب يعد شريكا موثوقا يتوفر على مؤهلات من أجل التدبير المندمج للموارد المائية، مضيفا أن استثمار حوالي 500 مليون أورو مكن من ولوج مليون شخص إلى الماء الصالح للشرب في عدد من المناطق القروية. ويتضمن برنامج هذه الورشة التي تمتد على مدى يومين، تقديم عدد من العروض حول التجربتين المغربية والألمانية في مجال تدبير الموارد المائية وتطوير تسخير الطاقات المتجددة في هذا المجال، فضلا عن تعزيز القدرات والطاقات في مجال التنمية البيئية المستدامة، بهدف التوقيع في 29 يناير الجاري، على اتفاقية للتعاون بين المغرب وألمانيا في مجال الموارد المائية. وتعد الشراكة المائية الألمانية، التي تأسست سنة 2008 بتعاون مع خمس وزارات اتحادية ألمانية، شبكة تميز تتكون من شركاء يعملون لتحقيق عدد من الأهداف المشتركة تهم على الخصوص تأمين الإمداد بالمياه والمعالجة الفعالة وتنمية القدرات.