صدرت مؤخرا عن المجلة العربية الترجمة العربية لكتاب "تاريخ الهايكو الياباني" للشاعر الياباني ريو يوتسويا، وهي من إنجاز الكاتب والمترجم المغربي سعيد بوكرامي. و"الهايكو" شكل شعري قديم ظهر في اليابان منذ قرون، ونشطت كتابته مع الشاعر المرموق باشو (1644-1694) و بوسون (1716-1783) ، ويصف هذا الجنس الطبيعة ويرسم الحياة. ورصد الكتاب أصل مصطلح "الهايكو" بدءا برائده باشو، وبوسون يوسا، وشيكي ماساوكا، وكيوشي تكاهاما، وايبيرو نكتسوكا، وسيكيتي هارا، وهيساجو سوجيتا، وسوجو تاكانو، وكياكيو توميزا، وصولا الى كوانغانا، أي ما بين 1644 الى 1997. وقال المترجم في مقدمة الكتاب الذي يتكون من مقدمة وأحد عشر فصلا، "إنه تعرف على نماذج من شعر (الهايكو)، وهو بعد في الجامعة، ضمن ملف نشرته مجلة الأدب الصيني التي كانت تصدر باللغة الفرنسية. وأضاف أنه "ومنذ ذلك الوقت رافقتني رغبة ملحة في ترجمة منتخبات منه، لكن شاءت الصدف أن أنصرف الى ترجمة أشياء أخرى، الى أن وقع بين يدي كتاب ريو يوتسويا، فعادت الرغبة من جديد ولم أتعجل في ترجمته، بل صاحبته سنة كاملة بالقراءة والبحث فوجدت أن ما كنت أعتقده في البداية سهل المنال في (الهايكو) ما هو إلا المرئي من جبل الجليد العائم". وقال إن فلسفة (الهايكو) تتستر بين الطبيعة والدقة اللغوية، فببضع كلمات يختزل هذا الجنس الوجود، فمقاطعه الشذرية تتقصى المكان والزمان دفعة واحدة تارة بهزل وتارة أخرى بحكمة. وتعني كلمة ال`(هايكو) باليابانية، حسب المترجم "طفل الرماد"، مضيفا "لا يمكن القول أبدا أن هؤلاء الشعراء الذين تعاقبوا على ريادته كانوا يلعبون أو يتلاعبون بالألفاظ لتسلية أنفسهم أو تسلية غيرهم، فشعر الهايكو فرضه تصور فلسفي وجمالي انطلق مع رائده، باشو، واستمر مع آخرين كديمومة الزمان متنقلا بين الشعراء القدامى والمحدثين مستجيبا للظروف السوسيو-ثقافية لكل شاعر هايكو على حدة. واعتبر المترجم هذا الكتاب " نزهة معرفية وشعرية ثرية يكتشف من خلالها القارئ روح وفلسفة الشعر الياباني المترع بالبحث عن الجوهر في الطبيعة والإنسان".