12-2009 يلتقي مسؤولون وجامعيون مغاربة وإسبان، إلى غاية يوم غد الجمعة بطنجة، في إطار أيام الحوار الأوروبي المغربي المنظم ضمن فعاليات الدروس الخريفية لجامعة قادس (إسبانيا) من أجل مناقشة مشروع الاتحاد من أجل المتوسط. ويروم هذا اللقاء، المنظم بتعاون مع مؤسسة الثقافات الثلاث والجامعة الأورومتوسطية في إطار مبادرة "الفضاء الجامعي للمضيق"، توفير فضاء لتبادل الآراء والأفكار حول التعاون العابر للقارات بين بلدان الاتحاد من أجل المتوسط. وأبرز مجموعة من المتدخلين، من تخصصات علمية متعددة، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة أنه منذ إحداث الاتحاد من أجل المتوسط في يونيو 2008، بادر المغرب وإسبانيا إلى لعب دور ريادي وفاعل في هذا المشروع للخروج من دور "الفاعل السلبي" في هذه الدينامية الأورومتوسطية للتعاون متعدد الأطراف. وأكدوا على أنه فضلا عن القضايا التقليدية كالهجرة والأمن، اقترح الاتحاد من أجل المتوسط تقديم رؤى جديدة للنهوض بالتعاون في مجالات أخرى كالتنمية المستدامة والبيئة والطرق السيارة البحرية، مبرزين أن تفعيل هذه الإرادة يقتضي تقوية التعاون متعدد الأطراف سواء على مستوى الدول أو الجماعات. وفي هذا الصدد، أوضح منسق الإدارة العامة للعمل الخارجي بالحكومة المستقلة للأندلس السيد ألبيرتو مورياس أن الطابع المعقد للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبلدان جنوب المتوسط، هاتين المنطقتين ذات التاريخ المشترك، أبان عن انعدام مساواة سحيقة على مستوى التنمية والدخل الفردي. وأبرز في هذا الإطار أهمية الآفاق التي يبشر بها الاتحاد من أجل المتوسط لتطوير علاقات التعاون بين ضفتي المتوسط، داعيا إلى إشراك الجماعات المحلية والمنظمات غير الحكومية من الجانبين في هذه الخطوة. كما أشار المتدخلون خلال هذه الجلسة، التي حضرها على الخصوص سفير إسبانيا بالرباط والقنصل العام لإسبانيا بطنجة ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، إلى الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي. واعتبروا أن هذا الوضع المتقدم هو ثمرة للعلاقات المتميزة والطويلة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، كما يجسد صورة المغرب لدى شركائه الدوليين كدولة للحق والقانون انخرطت بشكل كامل في الديموقراطية وحقوق الإنسان. ومن المنتظر أن يناقش المشاركون في هذه الأيام الدراسية مجموعة من القضايا التي تتمحور حول التعاون بين المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، والعلاقة الجدلية بين الهجرة والتنمية، والبيئة بالفضاء المتوسطي.