أبرزت (قناة النيل) الإخبارية المصرية أن المبادرة الإصلاحية والمؤسسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا بشأن الجهوية تمثل تحولا نوعيا شاملا يؤسس لدينامية جديدة في تحديث هياكل الدولة بغرض الإصلاح المؤسسي العميق والنهوض بقضايا التنمية. وذكرت القناة خلال البرنامج الإخباري الأسبوعي المباشر "إفريقيا" الذي بثته مساء أمس الخميس والذي استضاف سفير صاحب الجلالة بالقاهرة السيد محمد فرج الدكالي أن هذه المبادرة حظيت بردود فعل إيجابية واسعة داخليا وخارجيا، كما أنها تنطوي على تناغم كبير بين صيانة حقوق ووحدة الوطن وسيادته وبين حقوق كل المغاربة في المواطنة المسؤولة ضمن مغرب موحد ومتضامن. وسجل البرنامج أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس حرص منذ اعتلائه العرش على اتخاذ سلسلة من المبادرات الجريئة توجهت بشكل حاسم نحو تطوير وتحديث دواليب الدولة. ومن بين هذه المبادرات، أشار معدو البرنامج إلى تحقيق المصالحة وطي صفحة انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي وإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتحديث دواليب الدولة وإحداث المعهد الملكي للأمازيغية. واستعرض السيد فرج الدكالي مختلف مضامين المباردة الملكية للجهوية والتي تقوم على مرتكزات أربع حددها صاحب الجلالة في التشبث بمقدسات الأمة وثوابتها والالتزام بالتضامن واعتماد التناسق والتوازن في الصلاحيات والإمكانات، وانتهاج اللاتمركز الواسع. وأوضح أن هذه المبادرة جاءت من منطلق كون المغرب لن يبقى مكتوف الأيدي أمام إصرار خصوم وحدته الترابية على عرقلة كل تسوية لقضية الصحراء المغربية. وذكر الدبلوماسي المغربي بأن المملكة التقطت دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تسوية سياسية لملف الصحراء فبادرت إلى التقدم بمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي حظي بترحاب مجلس الأمن والأمم المتحدة والقوى العظمى والتي وصفت المقترح بالجدي وذي المصداقية. وأبرز السيد الدكالي مختلف الأوراش التنموية التي انخرطت فيها الأقاليم الجنوبية للمملكة والتي جعلت منها اليوم قاطرة لدينامية الإقلاع الاقتصادي الذي يعيشه المغرب حاليا، موضحا أن أبناء هذه الأقاليم يساهمون بشكل فعال في تنمية المغرب من خلال مختلف المواقع القيادية التي يتولونها سواء في القطاع العام أو الخاص. ومن جهة أخرى، ولدى تطرقه للعلاقات المغربية المصرية، أوضح الدبلوماسي المغربي أن هذه العلاقات تعد نموذجا يحتذى في المنطقة العربية بفضل حرص قائدي البلدين وتشاورهما المستمر بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والتي يتقاسمان بشأنها نفس الرؤى، مؤكدا أن هناك آفاقا واعدة للنهوض بهذه العلاقات إلى مستويات أفضل. وقدم البرنامج تقارير مصورة لمجموعة من الأوراش الاقتصادية الكبرى التي واكبت تحديث هياكل الدولة مثل ميناء طنجة المتوسطي الذي سيكون عند انتهاء الأشغال به من أكبر موانئ الشحن والمسافنة في المنطقة المتوسطية، ومختلف مشاريع البنيات التحتية والمنصات الصناعية والمناطق الحرة، خاصة بالمنطقة الشمالية. وأشار إلى أن هذه الجهود الاقتصادية مكنت البلاد من التخفيض بشكل ملموس من معدلات الفقر والقضاء على مختلف مظاهر التهميش، وساهمت من جهة أخرى في استقطاب استثمارات أجنبية. وأبرز البرنامج أن هذه الأوراش تعكس حرص جلالة الملك على تحويل المغرب إلى بلد أكثر انفتاحا وأكثر استقطابا للاستثمار.