اختتمت أمس السبت، فعاليات مهرجان الشريط الوثائقي التربوي بخريبكة، بتتويج "مخيرون أم مسيرون" كأفضل فيلم وثائقي تربوي ضمن الأشرطة المشاركة في هذه التظاهرة الوطنية المنظمة في نسختها الأولى تحت شعار"الشريط الوثائقي.. وسيط تربوي". وقد وقع اختيار لجنة التحكيم على هذا الإبداع الفني للثانوية الإعدادية محمد بن عبد الكريم الخطابي من طانطان، وذلك اعتبارا لأصالة الموضوع وعمق الطرح وسلاسة السرد وكذا لتثمينه عمل الشباب خلال الوقت الثالث. ومن خلال هذا الفيلم التربوي حاول المخرج توفيق سعيد، في ظرف 14 دقيقة و17 ثانية، الكشف عن بعض الأسباب والدواعي التي تدفع بمجموعة من التلاميذ لمزاولة بعض الأعمال خارج أوقات الدراسة. أما الجائزة الثانية فقد كانت من نصيب فيلم "تحدي الظلام" لثانوية الحسن الثاني التأهيلية بآسفي، حيث اعتمد المخرج عبد الكريم الداديسي في معالجته إشكالية تمدرس غير المبصرين، على جاذبية السرد وقوة الخطاب التفاؤلي، وذلك من خلال رصده على مدى 12 دقيقة و19 ثانية لثلاثة مكفوفين تحدوا بإصرار الإعاقة بفضل مواهبهم الخلاقة وتفوقهم الدراسي. من جهة أخرى، عادت الجائزة الثالثة لثانوية الداخلة التأهيلية بمدينة بوجنيبة (إقليمخريبكة) عن فيلمها "عندما تنطق الورود"، حيث ثمنت اللجنة في معالجة المخرج محمد العنق لأحداث الفيلم على مدى 17 دقيقة، احترامه للحياة الخاصة للأشخاص بعدم الكشف عن وجوههم فضلا عن وحدة أسلوبه الإخراجي من خلال اشتغاله على حالة تربوية مستعصية تتمثل في الاضطراب اللغوي وآثاره الجانبية على الحالة النفسية والاجتماعية للتلميذ. ومن بين الأفلام المتبارية في المسابقة الرسمية لهذه الدورة، فقد حصل فيلم "مسار فنان" لثانوية بدر الإعدادية بخريبكة على شهادة تنويه، اعتبارا لاشتغال المخرج حميد صاولة على الذاكرة في شخص معلمة من معالم الفن التشكيلي المغربي الفنان أحمد الشرقاوي، معتمدا في ذلك على شهادات نقدية لهذه التجربة. وللتذكير، فإن مهرجان هذه السنة الذي انطلقت فعالياته يوم الجمعة بالمركب التربوي لخريبكة عرف مشاركة 12 فيلما، اثنان منها خارج المسابقة الرسمية لتجاوز تصويرهما المدة المحددة، وذلك من أصل 21 إبداعا فنيا وثائقيا من إنجاز مؤسسة تعليمية تابعة لنيابات وزارة التربية الوطنية بكل من السمارة وتازة وتطوان وفاس والعيون وآسفي والخميسات وبنسليمان وطانطان ومولاي يعقوب وخريبكة. ولضمان استمرارية نجاح الدورات القادمة، فقد أوصت لجنة التحكيم المكونة من أمينة الصيباري وضمير اليقوتي وبوشتى فرقزايد، على ضرورة الاستناد إلى مرجعية في معالجة المواضيع بشكل جدي ومتماسك، مع العمل على توظيف القدرات الإيحائية للصورة، وتفادي الخطاب التعليمي المباشر، وتطوير تقنيات تسجيل اللقطات فضلا عن احترام الأمانة العلمية بالنسبة للصورة والموسيقى. وقد حضر حفل الاختتام عدد من الفعاليات من مختلف المشارب، من بينهم مندوب المهرجان الدولي للسينما الإفريقية ورئيس النادي السينمائي بخريبكة، فضلا عن ممثلي نيابة التربية الوطنية بإقليمخريبكة وجمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية التابعة لها، كجهة منظمة.