أكد مقاولون أفارقة،اليوم الخميس بالرباط،على ضرورة تشجيع مقاولات البناء والأشغال العمومية على استعمال الطاقات المتجددة والموارد الطاقية النظيفة،مشيرين إلى أن النمو الذي يعرفه قطاع البناء ينعكس سلبا على المحيط البيئي للمدن بسبب استهلاكه المفرط للطاقات الملوثة. ودعوا،خلال ندوة علمية نظمتها الجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية حول موضوع " الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة"،على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي لفيدراليات مقاولي البناء والأشغال العمومية،إلى البحث عن أنجع السبل لإدماج مفاهيم النجاعة الطاقية والحفاظ على البيئة في التصاميم الهندسية ومشاريع التهيئة. كما أكدوا على ضرورة تشجيع البحث العلمي وتبادل التجارب والخبرات بين البلدان الإفريقية التي تعرف نهضة عمرانية وجب مواكبتها بتدابير عملية للحفاظ على الموارد الطبيعية التي تعد ضمانا للتنمية المستدامة. وأكد الكاتب العام للاتحاد الافريقي لمقاولي البناء والأشغال العمومية السيد حسن عبد العزيز في هذا الصدد على ضرورة تبادل الخبرات التقنية بين مختلف البلدان الإفريقية في مجال اقتصاد الطاقة،إلى جانب بلورة برامج تكوينية لفائدة الأطر العاملة في هذا المجال. من جانبه،حث رئيس الجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية السيد بنحميدة بوشعيب على تعزيز التعاون جنوب - جنوب في مجال التهيئة العمرانية وتطوير الشراكة الأفريقية في هذا المجال،وذلك بالنظر إلى محدودية مصادر الطاقة التقليدية والطلب المتزايد عليها في البلدان الافريقية. وشدد السيد بنحميدة على أهمية نشر ثقافة الاقتصاد في الطاقة لدى الفاعلين في قطاع البناء والتعريف بالتقنيات الحديثة في مجال الاقتصاد في الطاقة واستعمال الطاقات المتجددة. من ناحية أخرى،اعتبر المدير العام لمركز تنمية الطاقات المتجددة السيد سعيد ملين أنه وأمام محدودية مصادر الطاقة التقليدية،أصبح التوجه نحو الطاقات المتجددة ضرورة،خاصة على المدى الطويل،وذلك من أجل تأمين مصادر دائمة للطاقة وغير ملوثة للبيئة. وعلى هامش هذه الندوة العلمية،تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين مركز تنمية الطاقات المتجددة والجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية تروم،بالأساس،إستكشاف أوجه وأساليب جديدة للاستهلاك الطاقي من خلال تخفيض مستوى الطلب على الطاقة في المباني،إلى جانب وضع برامج عمل تدمج تقنيات الطاقة الشمسية في المباني السكنية لغرض الاقتصاد والترشيد في استهلاك الطاقة وحماية البيئة. كما تتوخى هذه الاتفاقية تشجيع النجاعة الطاقية والاستغلال الأمثل للطاقات المتجددة والعمل على تطوير مقاولات البناء من أجل التأقلم مع متطلبات حماية البيئة وترشيد استغلال الموارد الطبيعية والاقتصاد في الطاقة.