تزين 44 صورة فوتوغرافية لسور برلين أروقة رواق القصر البلدي بطنجة في معرض فوتوغرافي يعكس تحول سور برلين من حاجز يحد من الحركة والتواصل بين أبناء الشعب الواحد إلى نافذة تطل على عالم من الخيال. ويهدف المعرض، الذي ينظمه نادي اليونسكو بمدينة طنجة بتعاون مع السفارة الألمانية بالرباط والملتقى الألماني العربي بمناسبة مرور 20 سنة على حدث سقوط الجدار، إلى رصد مسار تحول الجدار إلى باعث على الإلهام الفني ومحفز للخيال المبدع للعديد من الفانين الألمان. وأبرز سفير ألمانيا بالمغرب السيد أولف دييتر كليم، في كلمة خلال حفل افتتاح المعرض أمس الأربعاء بحضور عمدة مدينة طنجة السيد سمير عبد المولى، أن سلطات ألمانيا قامت بمجهودات مهمة من أجل تثمين هذا الجدار، الذي أنهى حقبة الحرب الباردة بين الغرب والشرق، ثقافيا وجعله شاهدا على حقبة مهمة من تاريخ ألمانيا المعاصر. واعتبر السفير أن فتح سور برلين كان نتيجة موجة آمال عريضة للشعب الألماني، بشرقه وغربه، الراغب في الوحدة بشكل سلمي، ما أسس لهوية ألمانية جديدة تتمثل قيمها في التضامن المدني وحب الحياة والتسامح. وخضع السور إلى مسار متدرج لإدماجه في محيطه الاجتماعي والثقافي الجديد من خلال وسمه برسومات ونقوشات تعبر عن مواقف، غير تلك التي كان يحملها السور الفاصل بين شطري الأمة الألمانية طيلة الفترة الممتدة من سنة 1961 إلى سنة 1989. وأرخت إبداعات المصور الفوتوغرافي الألماني نوربرت إنكر لهذه الرسومات التي حاولت "مداواة جرح التاريخ" والتطلع عاليا إلى مستقبل من الحوار والتفاهم، خصوصا وأن حدث سقوط الجدار غير كثيرا في حياة سكان الألمانيتين، والعالم بعد ذلك. يشار إلى أن معرض صور نوربرت إنكر جاب العديد من البلدان الأوربية منذ افتتاحه في 9 نونبر الماضي للتذكير بهذا الحدث الذي شكل علامة فارقة ساهمت في فتح أبواب التقارب والحوار بين الشرق والغرب.